12 _ زيادة على ما ذكرت فإن الدخان خبيث في رائحته، فنتن رائحته التي تنبعث من فم المدخن خبيثة للغاية. وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد منع آكل البصل والثوم والكراث _ وهذه شجرات غير محرمة _ من قربان المسجد واعتزاله لخبث رائحتها، فما بالنا بمدخن الدخان ورائحته أشد نتنا وأكثر خبثاً، مما ينبغي معه أن يعتزل المسجد ويمنع من دخوله؟
وبناء على ما ذكرت فإنه يبدو لي أن الدخان حرام قطعاً لأنه من الخبائث، والخبائث كلها (محرمة) وليست مكروهة كما يزعم بعض الذين لا يعلمون.
خطورة المسكرات والمخدرات على الفرد والأمة:
بعد هذه العجالة، أحب أن أتساءل، لأبرز مدى خطورة المسكرات والمخدرات على الفرد والأمة.
هب أن حريقا شب في منزل مجاور لك، وأحسست بلهبه، فعجلت إلى جيرانك لتنبههم إلى شبوب الحريق واندلاعه في منزلهم، فوجدت أفراد المنزل سكارى، ففتح أحدهم لك بابه ثم أغلقه في وجهك، والنار تشتعل في داخل المنزل _ فماذا تكون النتيجة.؟
النتيجة أن النار تلتهم المنزل بما فيه من السكارى، فلا تبق على أحد منهم ولا تذر.
وبالمثل لو أن حريقا هائلا شب في منازل الأمة، وحاولت أن تنبه إليهم أفرادها، فإذا هم جميعا سكارى؟ فماذا تكون النتيجة.؟
النتيجة أيضا أن الحريق يقضي على الأمة بأسرها لا يبقى منها على شيء.
وهكذا إذا سكرت العقول وتخدرت، تعطلت، وشُلت، فزحفت عليها زواحف الشر والطغيان، فأهلكتها وقضت عليها، وأفرادها لا يدرون ولا يحسون، بل يتحركون كالأنعام حركات آلية، عديمة الإدراك، يلقون حتفهم بأظلافهم.
إن الأمر جد خطير، وينبغي أن يوضع لتلك المبيدات حد من أولى الأمر في كل دولة، فالله يزع بالسلطان مالا يزعُ بالقرآن.
اللهم أرشدنا إلى الحق، وخذ بنواصينا وقلوبنا إليه، إنك جواد كريم، وأنت ولينا وأنت نعم النصير، وصلى الله على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم.