هذا استطراد رأيت أن إيضاح هذا المعنى فيه مفيد، فأرجو من القارئ المعذرة.
في هذا اليوم –يوم الأحد الذي هو إجازة في أندونيسيا مجاراة لأعياد النصارى- ذهبنا في الساعة العاشرة والنصف للصعود في برج الاستقبال في جاكرتا والذي يمكن منه رؤية المدينة لارتفاعه وبعد أخذ البطاقات وجدنا صف الانتظار للصعود طويلا والمصعد واحد وليس واسعا مثل مصعد عمارة نيويورك فقررنا الانسحاب من هذا الصف لنرجع في وقت أقل ازدحاما ومررنا على الحجرات المحيطة بالبرج وفيها الآثار التاريخية الأندونيسية التي تحكي تاريخ أندونيسيا من عصورها الهمجية القديمة إلى عصر الاستقلال بالصور المجسمة.
ثم ذهبنا إلى شاطئ البحر، وفي طريقنا رأينا أنهارا في وسط المدينة قذرة، وروائحها كريهة، فسألنا ما هذه الأنهار القذرة التي تخترق جاكرتا العاصمة فقيل هذه هي المجاري يشق لها هذا المجرى الواسع ليصب في البحر.
لكل ساقطة لاقطة:
ومن المناظر الغريبة وجود بعض الأشخاص يستحمون في مثل هذا المجرى. رأى الشيخ عبد القوي رجلا وهو يستحم فاستغرب ذلك فقال بعض الأخوة الأندونيسيين ما أظنه يستحم ولكن يمكن أن يكون عاملا يحفر بعض المجاري الفرعية وكان ذلك فيه شيء من الاحتمال عندي ولكن بعد قليل رأينا آخر وهو في وسط هذا البحر يدلك جسمه عند ذلك قلت للأخوة لا تستغربوا فلكل ساقطة لاقطة كما قال الإمام الشافعي رحمه الله.
وعندما وصلنا إلى ساحل البحر وجدنا المكان أشد ازدحاما من برج جاكرتا، مع سعة الساحل، وكان أهل جاكرتا قد اجتمعوا في هذا المكان فلم نطق النزول به لما فيه من المنكر والصخب.
ركشة الأندوبيسيين: