وفي الساعة الواحدة والثلث أعلن عن استعداد الطائرة فصعدنا إليها وتحركت الطائرة في الساعة الثانية إلا عشر دقائق وفي الثانية والدقيقة الثانية عشرة كرر الأسف وعادت الطائرة إلى مكانها بعد جولة في الأرض لا بأس بها ووعد المذيع بإعطاء معلومات جديدة وفي الساعة الثالثة نزلنا إلى القاعة مرة أخرى وأعلن أن الإقلاع سيكون في الرابعة.
ويسر الله تعالى أن أقلعت الطائرة فعلا في الساعة الرابعة والنصف صباحا بدلا من العاشرة والنصف مساء، فكانت تلك الليلة طويلة علينا كطولها على امرئ القيس إلا أن السبب مختلف والهدف الذي كان يود هو أن يصبح من أجله- والإصباح عنده غير مفيد- غير الهدف عندنا ونحن على يقين أن ما اختاره الله كان خيرا ولكنا بشر نستعجل والحمد لله على كل حال.
كان الابن عبد البر والأخ عبد الله بن سعيد باهرمز- أحد الطلبة الأندنوسيين في كلية اللغة العربية- في الدرجة السياحية، وأنا في الدرجة الأولى لأن تذكرة سفري الرسمية كانت كذلك، وما كنت أظن أني أجد صعوبة في طائرة سعودية في التخاطب. عندما أقلعت الطائرة جاءت المضيفة فخاطبتني باللغة الإنجليزية فقلت: (نو اسبيك إنجلش) قالت: (نو اسبيك أربيك) فأشرت إليها أن تأتي بمن يكلمني باللغة العربية والظاهر أنها لم تفهم فواصلت المحاولة فقالت: (يو وونت تي) قلت: (يس) ، فجاءت بالشاي ثم قدمت طعام الإفطار، واستغرقت بعد ذلك في النوم ونزلت الطائرة في مطار الظهران في الساعة السادسة والدقيقة الثامنة وواصلت أنا في المطار على مقعدي النوم. والظاهر أن المضيفة غيرت فجاءت مضيفة أخرى فأيقظتني قبل إقلاع الطائرة وكانت هذه المرة عربية فقالت لي أتريد أن تستمر في النوم أم أصحيك بعد إقلاع الطائرة قلت: عجيب أمرك توقظيني من نومي لتسأليني هذا السؤال قالت: نعم لأجل الفطور فقلت دعيني فقد أفطرت.