وكنت قبل يوم السفر هذا بيوم واحد اجتمعت بالابن عبد البر الذي قررت سفره معي ونصحته وضربت له مثلا للمسافر الصالح وآخر للمسافر الفاسد، قلت له: المسافر الصالح يجعل قدوته النحلة التي تقطف الأزهار النظيفة ذات الرائحة الطيبة والرحيق الشافي فتخرجه عسلا مصفّى يشفي الناس من الآلام والأمراض، وهكذا المسافر الصالح ينظر إلى الأمور الطيبة والصفات الحميدة التي يجدها في الناس فيتحلى بها ويعود إلى أهله وجيرانه بأخلاق زكية يهديها لهم قبل أن يهدي شيئا من الأمور المادية.

أما المسافر الفاسد- فانه مثل الجعل الذي أعتاد أن يلقي بنفسه في وسط القاذورات المنتنة فيأخذ في تقليب أجزائها هنا وهناك إذا رآه أحد نفر منه فعليك يا ابني أن تكون نحلة لا جعلا..

وذكرت الابن مرة أخرى بهذا المثل في مطار المدينة وقلت له لا أريد أن أكرر عليك النصيحة فعليك أن تعض على نصيحتي بالنواجذ.

15 /8/1400 هـ في مطار جدة:

وفي صباح هذا اليوم أخلدنا إلى الراحة وغرقنا في بحر النوم العميق تعويضا عن فقده في الليلة السابقة.

وفي الساعة الثامنة مساء تحركنا إلى مطار جدة الدولي وتم وزن العفش في الساعة الثامنة والنصف فودعنا أصدقاءنا في جدة ودخلنا قاعة الانتظار. (ألا أيها الليل الطويل ألا انجل) .

وفي الساعة التاسعة والدقيقة الأربعين صعدنا إلى الطائرة على أن يكون الإقلاع حسب الموعد في الساعد العاشرة والنصف ولكن الطائرة تأخرت إلى الحادية عشرة وذلك أمر طبيعي كثيرا ما يحصل، إلا أن المضيفة أعلنت عن وجود خلل في الطائرة يقتضي نزولنا إلى قاعة الانتظار مرة أخرى فنزلنا وانتظرنا إلى الساعة الثانية عشرة فأعلن المذيع أسفه لتأخر الطائرة مرة أخرى وأنها ستقلع في الساعة الواحدة وخمس وأربعين دقيقة فانتظرنا وتخلل هذا الانتظار التسلية المعتادة: توزيع شراب العصير ثم طبق العشاء الخفيف وتمنى الابن عبد البر لو استطعنا أن ننام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015