كان ذلك الجيل يعرف حق المعرفة، ويقدر حق القدر ما "لا إله إلا الله"لم تكن في حسه كلمة عابرة، ولا قضية خفيفة الوزن، وإنما كانت حياته كلها هي "لا إله إلا الله.. محمد رسول الله"، وبذلك كان خير جيل عرفته البشرية وبذلك فعل تلك المعجزات العجيبة التي لا يصدقها البشر لولا أنها واقع حدث بالفعل. كيف تأتىَّ لهذه الحفنة القليلة من البشر أن تنشر دين الله بهاذ اليسر، بهذه السرعة، بهذا التمكن من خلال نصف قرن كان الإسلام قد امتد من المحيط إلى ما وراء الهند، حركة لا مثيل لها في التاريخ كله من قبل ولا من بعد، هل تحدث جزافاً؟ كلا، إنما تحدث بمقوماتها، وأول مقوماتها: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله".
حين يستوعبها القلب، حين تتعمق في النفس، حين تصبح هي منهج الحياة إنها تكتب الواقع على ذلك النحو الفريد الذي كتبه أولئك الصحب الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم.