إن هذا القول قد يضايق المسيحي العادي بل إنه قد يصدمه، لكن العالم المسيحي المدقق أصبح هذا القول الذي يعنى بوجود أخطاء في الكتاب المقدس حقيقة مسلماً بها، إن الكنيسة الكاثوليكية التي تتمسك بشدة بعقيدة الإلهام التي تأكد القول بها في مجمع الفاتيكان الذي عقد عام 1869-1870م، والذي تقرر فيه أن الكتب القانونية لكل من العهدين القديم والجديد، قد كتبت بإلهام من الروح القدس، وقد أعطيت هذا للكنيسة.. لكنها عادت الآن بعد نحو قرن من الزمان لتواجه الحقائق وتعترف بها، فلقد بحث المجمع المسكوني الثاني للفاتيكان الذي عقد في الفترة 1962-1965م المشكلة التي تتعلق بوجود أخطاء في بعض نصوص أسفار العهد القديم وقدمت له خمس صور مقترحة استغرق بحثها ثلاث سنوات من الجدل والمناقشة وأخيراً تم قبول صيغة حظيت بالأغلبية الساحقة، إذ صوت إلى جانبها 2344 عالم ضد صفر.. وقد أدرجت الوثيقة المسكونية الرابعة عن التنزيل فقرة تختص بالعهد القديم في الفصل الرابع ص 53 تقول:

" بالنظر إلى الوضع الإنساني السابق على الخلاص الذي وصفه المسيح ... تسمح أسفار العهد القديم للكل بمعرفة من هو (الله) ومن هو (الإنسان) ، غير أن هذه الكتب تحتوي على شوائب وشيء من البطلان " انتهى هذا النص.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015