وتارة يستخدم العبوس، أو ما يستدعيه التأنيب، وتارة يكون المديح والتشجيع أجدى من التأنيب، وذلك وفق كل حالة خاصة، ولكن إذا أصبح من الضروري الالتجاء إلى الضرب، ينبغي ألا يتردد المربي على أن تكون الضربات الأولى موجعة فإن الصبي يعد الضربات كلها هينة، وينظر إلى العقاب نظرة استخفاف، ولكن الالتجاء إلى الضرب لا يكون إلا بعد التهديد والوعيد، وتوسط الشفعاء لأحداث الأثر المطلوب في نفس الطفل [15] .
فالمثوبة والعقوبة وسيلتان ناجحتان في تكوين عاطفة الرغبة والرهبة إزاء الفضائل والرذائل سواء أكانت المثوبة والعقوبة ماديتين أو أدبيتين كما أن الترغيب والترهيب وسيلتان تربويتان تدفعان الفرد إلى أنماط من السلوك اعتمد عليها القرآن والسنة في دفع الناس إلى تطبيق كثير من التعاليم الإسلامية. ولذلك دعا الإسلام إلى تخير الصحبة والإكثار من ذكر الله والعبادات بأنواعها لما لها من نتائج ترغب في ممارستها وحذر من المعصية والبعد عن الله لما لها من نتائج ترهب الممارس لها، والترغيب والترهيب من المراحل الأولية في تزكية النفس وتهذيبها إذ الخوف من المعصية بما يترتب عليها من عذاب وعقاب من الله تكون البداية ثم تتعود النفس عن طريق الممارسة حتى تصل إلى درجة الابتعاد من المعصية لقبحها كما أن حب الفضيلة والاستقامة والطاعة تكون لما يترتب عليها من جزاء حسن ومثوبة عند الله تعالى حتى يصل المرء إلى درجة الإحسان وحب الفضائل لذاتها ومثل هذا يصل إلى درجة من يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.
4- الموعظة الحسنة: