الشباب
بقلم الدكتور محمود بابللي
رحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي لقوله:
شباب قنع لا خير فيهم
وبورك في الشباب الطامحينا
1- عنصر الشباب:
عنصر الشباب هو عنصر الحياة المتدفقة، عنصر الفعالية الوثابة، عنصر الأمل الباسم والغد المشرق، العنصر الذي تبنى عليه الأمة مستقبلها، العنصر الذي يسجل في التاريخ أنقى وأنصع صفحاته، هذا العنصر هو الذي نهيب به أن يعيد لهذه الأمة ماضيها الزاهر، وأن يحقق في حاضره ما نعتز به في مستقبلنا القريب، وما يعتز به أحفادنا في أجيالهم المتلاحقة.
إن هذا العنصر هو معقد الرجاء ومحط الآمال وموضع الامتحان والابتلاء، إنه عنصر التضحية والفداء، عنصر الإقدام والعمل، عنصر التجديد والبناء.
وهذه الكلمات ليست كلمات حماسية عاطفية، وإنما هي حقائق نلمسها في شبابنا وننتظر منه أن يحققها في أمته بتحقيقها في نفسه.
فما هي حقيقة الشباب وما هو واجب الشباب؟
2ـ حقيقة الشباب:
إن الشباب هو في مراحل العمر أنضرها وأباها وأقواها عزيمة، وهو في جسم الأمة إكسير الحياة المتدفق الذي ترجو منه الجديد في كيانها والإعداد لمستقبلها.
وليس هناك أقدر من الشباب على تحمل التبعات والمسؤوليات، وليس هناك أقدر من الشباب على صنع العجائب.
وقد قال عنه أبو العتاهية في أرجوزته ذات الأمثال: "روائح الجنة في الشباب".
فالشباب هو الشعلة التي تحمل الضياء للأمة، وهو السواعد المفتولة والزنود العامرة، والصدور الواسعة والقامات المرتفعة الفارهة، هو عنصر الجمال وعنصر القوة وعنصر الإرادة والتصميم، وهو خلاصة الدم النقي الفوار.
وقيل في الأمثال العربية تذكرة لما هو عليه حال الشباب وتبصرة لما سيؤول إليه:
"أواه لو عرف الشاب، وآه لو قدر المشيب".