وقال الألوسي في تفسيره (روح المعاني) ما نصه: "وقال أكثر المفسرين هو موج مكفوف تحت السماء يجري فيه الشمس والقمر"انتهى. وعلى هذا القول في تفسير الفلك والآيات المتقدمة آنفا لا يبقى إشكال في أن الوصول إلى القمر أو غيره من الكواكب لا يخالف الأدلة السمعية ولا يلزم منه قدح فيما دل عليه القرآن من كون الشمس والقمر في السماء ومن زعم أن المراد بالأفلاك السماوات المبنية فليس لقوله حجة يعتمد عليها فيما نعلم بل ظاهر الأدلة النقلية وغيرها يدل على أن السماوات السبع وغير الأفلاك يحتمل أنه أراد سبحانه بالسماء في الآيات المتقدمة السماء الدنيا كما هو ظاهر في آية الحجر وهي قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ} . ولم يرد سبحانه أن البروج في داخلها وإنما أراد سبحانه بقربها وتنسب إليها كما يقال في لغة العرب فلان مقيم في المدينة أو في مكة وإنما هو في ضواحيها وما حولها وأما وصفه سبحانه للكواكب بأنها زينة للسماء فلا يلزم منه أن تكون ملصقة بها ولا دليل على ذلك بل يصح أن تسمى زينة لها وإن كانت منفصلة عنها وبينها وبينها فضاء كما يزين الإنسان سقفه بالقماش والثريات الكهربائية ونحو ذلك من غير ضرورة إلى إلصاق ذلك به ومع ذلك يقال في اللغة العربية فلان زين سقف بيته وإن كان بين الزينة والسقف فضاء وأما قوله سبحانه في سورة نوح: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً} . فليس في الأدلة ما يدل على أن معناه أن الشمس والقمر في داخل السموات وإنما معناه عند الأكثر أن نورها في السموات لا أجرامهما فأجرامهما خارج السموات ونورهما في السموات والأرض وقد روى ابن جرير رحمه الله عند هذه الآية عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه ما يدل على هذا المعنى حيث قال في تفسيره: "حدثنا عبد