وكان في المركز الأخ الدكتور عبد الباسط السباعي المصري؛ فخرج وأخذ الحقائب من السيارة وطلب منا الدخول إلى المركز ريثما يتم تأمين الحجز في الفندق، فدخلنا وأخذ الأخ عبد الباسط يعتذر لعدم استقبالنا في المطار، وذكر السبب في ذلك وهو أنه لا يسمح لغير المسافر أن يذهب إلى المطار الجديد، كما ذكر أنه كان غائبا مع بعض الزائرين المسلمين في بعض المناطق خارج مدينة طوكيو، وأنهم بعثوا من يستقبلنا في المحطة التي سبق الكلام عليها، ولكنه لم يحدنا لعدم مجيئنا إليه، ورحب بنا ترحيبا حارا.
اتصل بعد ذلك بفندق يسمى (كيوبلازا) في مدخل البلدة، وهو لا يبعد كثيرا عن المركز؛ فحجز لنا غرفة واستأجرنا سيارة وذهب هو معنا إلى أن تم النزول والاستقرار في الفندق، ثم تركنا لنأخذ راحتنا على أن يعود إلينا في المساء لوضع الترتيبات اللازمة لزيارة الجمعيات الإسلامية في طوكيو وخارجها حيث أمكن ذلك.
وقبل أن يتركنا نزل معنا إلى أحد مطاعم الفندق الذي هو مختص بالوجبات السمكية؛ لنجمع أنا وزميلي بين طعام الإفطار وطعام الغداء جمع تأخير، لأن الساعة كانت حينئذ الثانية ظهرا، ويشاركنا الأخ عبد الباسط.
الشوكة والملعقة:
وعندما قدم لنا الطعام أخذت ألتمس الشوكة والملعقة فلم أر شيئا، وإذا الأخ عبد الباسط يخرج من القرطاس خشبتين صغيرتين ملتصقتين من جهة مفترقتين من الجهة الأخرى؛ فيفصلهما هو ويرينا كيف يأكل بهما بدلا عن الملعقة والشوكة، وقال: إن هذه هي التي يأكل بها اليابانيون، وهما عودان مملسان أطول من المرسام (قلم الرصاص) قليلا، أصلهما واحد ولهما فرعان، ولا يفصلهما إلا الآكل عندما يخرجهما من القرطاس دليلا على أنهما جديدان لم يأكل بهما أحد.