قلت: قل له إن كان عنده شك في وجود الله فنحب أن نناقشه ونزيل عنه الشك بالأدلة، فقال له ذلك فقال: هو لا يشك في وجود خالق للكون، ولا يحب البحث في هذا الموضوع، قلت: سله إذا يحتمل أن يكون الدين حقا واحدا في المائة، وأن هناك احتمال حياة أخرى فيها جنة ونار ويجزى فيها المطيع بالجنة والعاصي بالنار ولو واحدا في المائة أيضا؛ ألا يحفزك هذا أن تبحث عن الحقيقة حتى ينتفي عنك احتمال الواحد في المائة؛ فترتاح إلى ما تفعله نفسك حرا لا يقيدك شيء، أو يزيد هذا الاحتمال حتى يصبح مائة في المائة؛ فترتاح نفسك إلى التدين والتعبد وتسير في طريق الحياة وأنت على علم به؟ فأجاب: أنا قد سمعت أن بعد الحياة الدنيا حياة أخرى، ولكن لا أعترف بذلك ولا أريد البحث في هذه الأمور مطلقا، وأنا رجل تاجر يهمني أن أربح في تجارتي فقط، وقد أدخلت أولادي مدرسة مسيحية وهم يدرسون الدين المسيحي، وسبب إدخالي إياهم فيها ليس من أجل الدين وإنما من أجل أن الدراسة فيها ناجحة أكثر من المدارس الأخرى، وعندما وصل إلى هذا الحد كان موعد إقلاع الطائرة من مطار هنولولو قد اقترب؛ فتركناه وشأنه.

والملحوظ أن هذا الصنف من الناس يصعب التفاهم معه؛ لأنه يأبى النقاش مطلقا.

وبعد ساعتين تقريبا أقلعت الطائرة مواصلة رحلتها إلى طوكيو عاصمة اليابان، والفرق الزمني بين هنولولو والمملكة إحدى عشرة ساعة، فالساعة الواحدة بعد الظهر يوم الأحد في هنولولو والساعة الثانية بعد منتصف الليل في المملكة العربية السعودية من صباح الاثنين.

سبقنا الليل في أمريكا وسبقنا في اليابان:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015