الكيالي - وقد كانت تمثل الجناح السوري للمدرسة اللبرالية المصرية) خصوصاً المدرسة الملتفة حول السياسية الأسبوعية في مصر، ومعروف أن هذا الاتجاه المصري - السوري، إنما اشتد ساعده على أثر معركتي كتابي: الإسلام وأصول الحكم لعلي عبد الرزاق وفي الشعر الجاهلي لطه حسين عامي 1925 و1926.
بعد مجلة الحديث ظهرت في دمشق، ولمدة عام واحد مجلة ثقافية رفيعة المستوى، لتعبر عن الجبل التنويري الثالث في سوريا، وهو جيل أقرب إلى الاتجاه التنويرية الراديكالي، وقد بدأ يعلن عن نفسه أوائل الثلاثينيات، جبل يتألف من شباب تلقى معظمهم العلم في الجامعات الأوربية، أو تأثر بالثقافة الحديثة عموماً، ومن هنا فقد كانت نظرته الثقافية متسعة الأفق، مضافاً إليها ثقافة عربية تقليدية قوية، ولهذا تبدو كتابات واهتمامات المجلة، بل وآراء كتابها، متوازنة ما بين الغربي - الوافد - الجديد، وبين العربي - التقليدي.
للمجلات الثقافية العربية سلاسل أنسابها المتسلسلة، بل وأشجار عائلاتها الولود، فلكل مجلة عربية صدرت في القرن التاسع عشر سلسلة نسب استمرت في مجلات صدرت بعدها، وبعضها ما يزال يصدر، فنحن نستطيع أن نقول مثلاً أن مجلة الآداب - 1954 البيروتية هي خليمفة مجلة الرسالة 1933 القاهرية، وأن مجلة الجامعة 1898 في مصر ونيويورك لفرح أنطون، أورثتنا مجلة العصور 1927 في القاهرة وأن مجلة العصور ولدت مجلة الدهور 1931 في بيروت وأن مجلة الدهور ولدت الطليعة 1935 في دمشق وأن مجلة الطليعة ولدت مجلة الطريق 1940 وربما نستطيع أن نقول أن مجلة الثقافة 1933 في دمشق تمت بصلة لمجلة الحديث 1927 في حلب فمجلة الثقافة حلقة في سلسلة المجلات الثقافية العامة ذات الأفق المفتوح لكل الاتجاهات التنويرية. وقد بدأت مؤخراً حركة لإعادة نشر بعض هذه المجلات، وخصوصاً في مصر. ضمن هذه الجهود تساهم وزارة الثقافة في سورية بنشر مجلة الثقافة السورية ومجلات أخرى قريباً.
أصدرت مجلة الثقافة مجموعة من الكتاب الشباب هم:
1 - خليل مردم بك 1895 - 1959:
من أسرة دينية دمشقية - تلقى العلم في دمشق وبريطانيا، شاعر ومدرس للآداب، سياسي تقلد مناصب دبلوماسية ووزارية. محقق لكتب التراث وشاعر.