- 44 -
بها مقام الحسيب سيدي ومولاي السيد البدوي وهو مزار جليل يتبرك به غيرار حزب الضلال قلب موضوع الزيارة وهتك حرمه الاولياء واتخذ البقعة الشريفة ساحة بهتان وميدان ضلال حتى صار النقي المخلص يقرا. الفواتح من خشية رؤية المنكرات ويزور المقام ليلا عند ما يكون خالياً من المخرفين ولا شيء يؤثر في النفوس الطيبة اعظم من جعل بقاع التقوى والتبرك ملعناً للجهلا ومسرحاً للفجار فلو قدرنا صاحب المقام حق قدره
لدخل البلد خاشعين غاضبين الطرف تأدباً في هذه الخضرة الجليلة وعسى ان ترزق بذوي غيره على السادات يطهرون موالد الاشرف من القبائح والفجور وينزلون الاولياء منازلهم من حيث الكمالات والاعتبار
اشتد الحر امس فذهب الناس افواجاً الى بوزتي نخلب وعشامه (1) حتي ازدحمتا ازدحاماً غربياً وكانت المواحير فيها تزيد عن عدد العمائم والقدور فوق عدد الطرابيش وقد انقسمت كل بوزة عدة ممالك ولكل ممكلة سلطان يدير امر الدوالق ويدفع حبش الذياب عن المواجير وراج فيها صنف الترمس وعقد عليهما خان الحشيش سحبا تمطرهم غلات فلما جن عليهم الليل امشوا في الطرقات يباهون الخارجين من يره تريسه ويفاخرون المزحمين على فنك ثم تلاعب بهم النسيم فذهب البعض الى البيت محولاً والبعض الى الضبطية في عربية السكارى وماطلع النهار الا واصحاب السير والوز تلعب بالجبهات وجلس المخالفات يحصل الغرمات. وبلغنا ان ستكون ليالي هذا الاسبوع ابهج من الماضية وعندما تصلنا خبارها ننشرها على قراءة صحيفتنا ليضحكوا على الذقون
(1) نحل وعشامه جاريتان من السودان طلع نجم سعودهما في رؤس جهلتنا فاستصأنا بنور الجنيه حتى وصلنا جنة الثروة في كوم يكبر فيها في فردوس الاستغفال تتمتعان بما لا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
احد غواة الحمير بطريق من الناس ومن معه حمار بط لجامه في ذعته وسحبه من مقوده (حبل الرشمه) وسار معجباً بسيره خلفه رافعاً راسه ناصباً اذيه فجاء اثنان من اللصوص رحل احدهما اللجام ووضعه في راسه وحمل البرذعة على كتفه واخذ الثاني لحمار وذهب به والغاوي فرح بمطاعة حماره له وسيره خلفه بلا عنف حتى وصل سلم البيت واراد ركوب الحمار فلما التفت وجد الرجل مربوطاً في اللحام حاملاً البرذعة فألقى النقود من يده واصفر وجهه واضطرب من انت فقال له انا حمارك ياسيدي وانا آدمي مثلك وكنت متزوجاً بابنه عمي فلما تزوجت عليها سحرتني حماراً وما انا بين يديك