- 24 -
وندمانا يحسنون اليه لعب القمار والحمام واعداد جالس السماع والطرب والسهر في الحانات وبيوت الفاجرات والتفنن فيما يذهب العقل من الحشيش والمعجون والمربات والمشروبات الروحيه فاعد قاعة بها خزانتان في الاولى عرقي الزيب والمستكا والبمود والكنياك والروم والعنبري والبتر والشبانية والبونج والبيرة والنبيذ وغيرها من الاشربة الروحية وفي الثانية الحشيش البلدي صنع اللاياتي والحوامد والكافور التركي وارد ازمير وسلانيك ومعجون الهندي والترياق ومربي الجوز الهندي وجوزة الطيب والزنجبيل والتين واقراص العنبر والزعفران وحبوب المفرحات والهيئات يصحب هذا عدة جوزات منها المدندشة والمشخلعة والحدقه والنكتة والحاجة الصنعه ومجمعة الاحباب وقد حلى الجميع بالفضة والذهب وانواع الجواهر الثمينة ولا يقوم بادارة عمل الكيف الا الحليوة المدلع والواد المجدع فاذا اخذ الشراب والكيف منهم وجوهرة العقل كان يقوم ويقلع ثيابه ويترامى على حجر خلانه وهم يتناولونه بالا يدي ويرفعونه على الروس وهو متلذذ مسرور فاذا انتهى بهم المجلس الى الموتة الاولى نام هذا على الارض وذاك عد الزير واخر في الفسحة بلا غطاء ولا وطاء ولا يزالون في سكرة تزيدها سطلة الى الزوال فيقمون كالقردة عندما تخرج من غاباتها وجوه مقلوبة ونفوس مقبوضة وعيون عمياء وعقول غائبة وافكار ضائعة واعضاء منحلة وقلوب خائفة ومعد جائعة واكباد ماصبة وجيوب فارغة وقد تعطل الصانع عن عمله والتاجر عن محله والمستخدم عن ديوانه فيظهرون الية الاسف والخوف والتضرر مما اصابهم من سهرته فيلاطفهم ويترضاهم هذا بالف قرش وذا بالفين واخر بريال وغيره بجنيه ثم يطلب الاكل فتدور حركة البيت خادم يجري وطباخ يشتغل وعربجي يمسح النخيل وقمشجي يغسل العربة وسفرجي يحضر الاواني وقهوجي يولع النار وطبلجي يمسح الطبلية وجارية تشوي اللحم الخصوصي وسرية تكوي المحارم
ومملوك يملأ الكؤوس وخادم يكسر الحشيش وتابع يهئ المربات وعواد يصلح العود وكمنجاتي يشد الاوتار وراقص يصلح الصاجات ومغنية تنحنح وماجن يرتب القوافي ووكيل يصرف بلا حساب فأن تاحر احد في عمله قام فكسر الصحون وكب الطبيخ ومزق الفرش وكسر التجف واحرق الكيلار وهدم المطبخ واراق القناني وقطع عدد العربية وضرب الجارية بالخشبة والمملوك بالشيش والخادم بالجزمة والطباخ بالسكين وطلق الست وقلع عين الدادة وكسر رجل اللالة ومزق ثياب المرضة وابكى اخته واحزن امه وطرد اخاه وشتم صهره وشخر ونخر وزمجر وكفر ولعن الدنيا وسب الدهر الذي يعانده في سيره ولا يمكنه من اغراضه والاخلاء تقبل قدمه وتبوس يديه وتلثم خدوده وتترضاه بالفاظ يميل اليها وعارات شب عليها كقولهم شوف كيفك انت لسه شباب ايش من الف صحن مذهب بماية