- 312 -
تركياً حديثاً ولم افهم لحداثة تركية رياض معني نحن نعلم اصله واهله وقد ولد في ارضنا وتربى بين اعيننا ولم يتترك في الفعل ولا في الطبع بل تأجل في السير وتفرنس في الفعل فلو قال انه كان انكليزياً حديثاً لصدق. واما تترك شريف باشا مع علم الامة بسيره واختيارها له فانه لا يعود علينا الا بالمنفعة وكون الوزارة تركية او عربية لا يرد الامة عن معرفة حقوقها والمطالبة بها على اي صورة كانت الوزارة فانها انما تشتغل في تنظيم حال الامة وبلادها على ان رجال الوزارة الشريفة من كبار رجالنا المحنكين على اعمالنا ولا نقول هذا قدحاً في الوزارة
الساقطة فانها كانت مكرهة على سيرها والا فغالب رجالها من اهل الصدق والعفاف وقوله ان الوزارة الحالي من الطراز القديم ممن لا يسمحون لابناء العرب بحق في الحكومة مطلقاً. كلام محتال يريد به تشويش الافكار وغرس الاحقاد ولكننا انبه من ان تدخل علينا حيل الماكرين فانا اعلم برجالناواحوالهم وقدمنا اننا صرنا كرجل واحد ولا نظر للجنسية عندنا فسواء في الوزارة تركي وعربي وجركسي قال الحقود. وقد حقق مكاتبنا برومة ما كانت عليه العرب في شمال افريقيا من الهمجية حتى استحقت ان تسمس بالمتبربرة والمتوحشة وكان من فخر فرانسا انها ازالت تلك الدول وبددتها. فاذا اهلكت العرب في الجزائر وتونس واعادت قوتهم في مصر كان ذلك من جنون فرنسا.
اقول. تاملوا في محررات التمدن واستكشفوا بواطن الدولة التي ملئت خرائننا بجرائد لا ثمرة لها الا خدمة هذه الدولة فان شارم بعد تعديها على العرب وظلمها لهم وانتهابها بلادهم من الفخر العظيم ثم نسي ما كنت علية دولته من البهيمية ورمى العرب بما لم يحدثه فيهم الا جوار الافرنج قديماً فهل مع علم كل عربي ان فرانسا تفتخر باعدام العرب ودولها يكون فيه شعرة تحس باحسان لهذه الدولة او غيرها ممن يغرروننا بالفاظهم. وما كفاه ما قاله له من المفاخرة باهلاك العرب في الجزائر وتونس واعادت قوتهم في مصر كانت من المجانين فهو يخبرنا بعبارته عن سوء طوية فرانسا واجتهادها في اعدام العرب من سائر الجهات فماذا علينا لو اخذنا حذرنا وعرفنا اعدائنا ووقفنا في حدود بلادنا نحفظها وندافع عنها بالنفس والنفيس الايكون حفظنا لبلادنا في مقام غدر فرانسا واهلاكها العرب من حيث الفخر. وباي وجه يدعى سعي فرانسا في مصلحة مصر بعد الذي قاله ولكنك ستراه يخلط او يوهم ويقول ان فرانسا ساعية في تكوين دولة عربية بمصر وهذا لا يناسبه اظنه يحركنا بذلك لهيجاننا وتداخل دولته فينا بالدعاوي المعهودة او اظنه راى ان فرانسا مغرمة بابادة العرب فهو يتمنى جعل مصر حكومة عربية حتى تتقرب فرانسا بانتهابها الى الانسانية. فتاملوا يامصريون في احب الدول اليكم فكيف انعكست امالكم