التخاذل وطالب الناس بالهدوء والسكينة، وأشاد بالحكومة التي نبهت الأفكار وتبحث عن تقدم البلاد (?).
ونظرًا لتطور كتابات النديم، وإحساس شريف باشا رئيس النظار بخطورتها حاول الترصد للنديم ولصحيفته، بغية عدول النديم عن الكتابة في الأمور السياسية، ولكن النديم لم يتراجع عن موقفه بل كتب مقالاً تحت عنوان "تقريع الأغبياء" ندد فيه بالاستبداد والأفكار الفاسدة موضحًا بأنه قد جاء زمن القوانين التي تحمي المواطن من بطش الحاكم فقال لقد "مات زمن تحرير التذاكر السرية لإبعاد زيد أو نفي عمرو، وجاء زمن القوانين والأحكام الحقه فقل لمن غاظه الحق وغلبه الصدق وخاب سعيه في إهلاك أخيه موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور" (?).
ونتيجة لانضمام النديم إلى العرابيين، وبعد أن أصبح داعيتهم الأول وأصبحت جريدته هي لسان حالهم طلب منه عرابي تغيير اسم جريدته من التنكيت والتبكيت إلى اسم يتناسب مع الظروف التي يمر بها الوطن، واقترح عليه أن يكون هذا الاسم هو لسان الأمة (?)، وأن يكون موضوعها سياسيًا تهذيبيًا للذب عن حقوق الأمة والمدافعة عنها (62) وقد أرسل إلى إدارة المطبوعات بخصوص هذا التغيير خطابًا قال فيه "لدخولنا في عصر جديد وفوت زمن التنكيت والتبكيت أقتضى تبديل اسم جريدة التنكيت والتبكيت الأدبية التهذيبية كما استقر الرأي عليه بالممارسة مع حضرة الفاضل عبد الله أفندي نديم محررها ومدير إدارتها باسم لسان الأمة (63) ولكن يبدو أن هذا الإسم لم ينل إعجاب النديم فصدرت تحت اسم "الطائف" لتفاؤله بأن هذه الجريدة ستطوف البلدان الإسلامية وتيمنًا منه بالبلدة الموجودة بهذا الإسم في الحجاز ومن هنا ظهرت الطائف بدلاً من التنكيت والتبكيت.
وعن أسباب تغيير اسم الجريدة قال النديم "خلصنا من زمن التنكيت والتبكيت وأصبحنا في زمن الحرية ومعرفة الحقوق، وهذا الذي قضى علينا