- 242 -
اليه يطلب احساناً ضربه بعصاه ولعنه وسبه وغضب شديداً فقبحاً لمثله واعداماً فانه ما اتى الا ليكثر الفساد في البلاد ويضل معه
الكثير من اولاد الفقراء ولايفعل هذا الا من كان ابوه في منصب مكنه من النهب والسلب ايام المظالم وقد باء بغضب من الله في ظلمه وخزى وعذاب اليم بنهبه واصبح يجد العار في نسله ةالفسوق في عقبه فهو في الدنيا من البغوضين وفي الاخرة من الهالكين.
على انك ترى الكثير من اولاد الامراء يمرون في الطريق في زي الكمال وهيئة الاعتبار لا يصرفون درهما الا في مصالحهم ولا يدخلون الا مجالس الامراء واندية المعتبرين حديثهم كالشهد وافكارهم كالزند كلما قدح اخرج معاني ومبتكرات ولو بحثت على اصله لوجدت اباه من كمل الرجال الذين قطعوا عمرهم في السير الحسن واشتغلوا بحفظ مصالح العباد فترى العرق دساسا في كل من تراه. وبعض الطيبين يترك ولده لخادمه يربيه فيخرج غير مهذب ويضل مع الضالين وابوه من افعاله براء ولكن غلبت الشقوة واستحكمت الجهالة فهو لا يستطيع تحويل فكر بعد ان شب على الهذيان.
ولا تحسب اننا نقبح ابناء امراءنا الطيبين ولا النجباء منهم النافعين في الاعمال والاشغال وانما نذم اخلاق الاولاد الخائبين الذين استهوتهم شياطين الجهالة فاصبحوا هلكى لا شرف حفظوا ولا مجد ادركوا ولا من العار سلموا فكان ضرهم اكبر من نفعهم على اهلهم ومواطنيهم ولا نرى هذه القبائح والفضائح الا من القسم المسمى بالا (آلا افرانكه) فانه اضر بالدين والدنيا والبلاد واهلها على انه لا يرى المتمسكين بلغتهم ودينهم وعاداتهم من المتمدين بل يعد المصلي والتارك للمسكرات والفار من الفاجرات من الجاهلين المتوحشين واذا سئل عنهم قال هؤلاء (فنتيك) ولقد اساء تنديدنا فئة ترى التفريخ خيراً من التعرب والرجوع للاصل الجليل فاكثروا من شتمي في المجالس وتقبيح اعمالي وقذفي بما ابتلوا به ظانين اني اقلع عن نصحي وخدمة بلادي والدفاع من ديني واخواني الوطنيين الذين اخشى عليهم ضرر هؤلاء الفسفة ولست ممن يسكته السب عن الحق ولا يرجعه القذف عن النصح فليقولوا ما يشأون ولي عليهم كثير من الناس الطيبين بل الوف من عقلاء بلادنا يذمون اخلاقهم عالمين بانهم من الجاهلين. والحجة التي اقيمها عليهم وجود العدد الكثير من شبابنا وشيوخنا الذين اتقنوا العلوم وحفظوا اللغات وخدموا البلاد بافكارهم خدمة تشهد لهم بقوة العقل وحسن التربية ولم يدنسوا مجدهم بالنوم في بيوت الفاجرات ولا بالمشي مع المخنثين ولا يضاع النقد في القمار ولا عدلوا عن عادة ابائهم واهليهم لعادة الافرنج التي
نقصتبنا واعدمت ثروتنا وتركتنا مثله بين العباد. على انك ترى الولد الفاجر اذا هفا هفوة في بيرة او خمارة او مرقص ضرب واهين وهو في جبن وذلة كانه لا يرى لنفسه في الوجود شرفاً ولا يعرف