- 239 -
انحاء القطر لتتنبه الافكار وتعرف الامة قدرها وما تحفظ به نظامها بين الامم ولا يتم هذا الامر الا اذا اجتمع هؤلاء الاعيان وعرضوا ذلك لديوان الاوقاف ليتمكنوا من العمل بالخطبة. وما اظن ان احداً يابى هذا السعي الجليل مع تمتعنا برعاية مليك تقي يسره وقاية الدين من سقطات الجهلاء وحفظ المملكة بافكار رجاله وافراد رعبته
وارى ان بعض الخطباء اذا سمع ذلك قال خطاء مشهور خير من صواب مهجور. او القديم على قدمه. او لا نفير امراً جرى عليه اسلافنا. او غير ذلك من كلمات العجز والفاظ التمحل. ولكني لا اتركه يبيت الليل يسود ويبيض في اعتراض علي او في رد ينمقه ويزينه بالفاظ مجموعة من اوراق وانما اقول له طالع كتب الفقه واعرف منها شروط الخطبة وقابلها بما انشره فان رأيتها منطبقة عليها فقد كفيتك التعب والسهر في كتابة
الاعراض وان وجدتها خارجة عن حدود الخطبة وشروطها ففصل اوراق خطبي ثوباً والبسني اياه ودر بي في الاسواق مشنعاً عليه بما تراه.
على اني لا اتركه يتململ حتى يرى تلك الخطب فيطول عليه الزمن ويؤلمه الانتظار وانما اقرب له الامر بانشاء خطبة في هذا العدد تكون انموذجا لما ساعده من الخطب وان كانت محررة بلسان الجريدة وقلم السرعة لا منمقة ولا محلاة بشي من البديع واني اعرضها على سادتي العلماء واخواني النبهاء لانف على افكارهم في هذا المشرب الذي لا تغيب عنهم ثمرته ولعلي اكون رأيت الصواب وسعيت في الواجب فاكون من خدمة الدين والدنيا وقادة الامة للعليا فاني حليف لغتهم وابن بلادهم واخوهم في الدين الحنفي والملة السمحاء خلد الله دعوتها
الخطبة
رب البيت العظيم له الحمد على نعمة. وميسر الخلق لما شاء له الشكر على كرمه. نحمده حمد من تلي عليه الموحى به فسمعه. ورأى نور الهداية ساطعاً فتبعه. ونصلي ونسلم على غارس شجر الاتحاد في قلوب المؤمنين. سيدنا محمد الذي ارسل رحمة للعالمين. وعلى اله واصحابه الذين جمع الله بهم الشتات. وانزل في صفاتهم الحميدة ايات. عباد الله. ان لكل امة كلمة تجمعها. وسيرة نسمعها. وكلمتنا الوحيدة حسن الاعتقاد. وسيرتنا حفظ الملة والبلاد. وقد تأسست كلمتنا بالاتحاد واللين. والقيام بما جاء به هذا الدين. من ترك العقوق. والبعد عن الظلم والبغي. والتطهر من الرجس والغي. والحث على الائتلاف. والتحذير من الاختلاف. وقد دخل معنا من اهل الذمة من تعلمون وصاروا اخواننا في الوطنية وهم مسالمون وانتم تعلمون ما نزل به الوحي من السماء وما اهريق في نشره من الدماء حتى بلغنا السعود وصرنا امة عظيمة في الوجود ولولا تفرق الكلمة ما انحل عند اجتماعنا ولا خرج علينا احد من اتباعنا ولا ضعفت منا الهمم حتى تلاعبت