- 209 -
البندرين على الثبات وعدم الا ارتكان على كلمات هذا الجاهل فأنه من القسم الذي قبحه وذمه حضرة صديقنا الفاضل الأوحد الأستاذ الشيخ محمد عبده محرر الوقائع المصرية اذا سفه رأي من يقف في طريق الخير وذم من يسعى في ضعف الهمم وأبطال المشروعات الخيرية العائدة على الامة والحكومة بالثمرة الكبرى والمنتفع التعميم ولا نعدم من إنشائه البديع بآبار في هذا الموضوع لردع مثل هذا الذي يريد بقاء الامة في جهالتها العمياء حرصا على مظهره وأني لا عجب من وجوده في البندر أيام أقامتي فيه وعدم تكلمه بما يدل على أنه حيوان ناطق وانفراده بالكلام بعد قيامي وتسلطه على ضعفاء العقول بابا طيلة ولكن سنعود إليه ليقيم عليه الحجة بما لا يستطيع إنكاره والعود احمد
الفتح مرض خاقان والد الفتح الشهير بمعارفه فتوجه الخليفة لزيارته في بيته وعندما وصل باب الدار وجد الفتح يلعب في صحنها مع بعض الغلمان وهو في العاشرة من عمره فقال له0 يافتح أيهما أحسن دار أبيك أم 0 فقال دار أبي وأنت فيها أحسن من دارك خالية منك فطرب الخليفة من هذا الجواب البديع ونزع خاتما كان في أصبعه وقال له خذ هذا الخاتم هدية مني فأني ما رأيت شيئا أحسن منه فقال الفتح لكني رأيت أحسن فقال الخليفة ما هو قال الأصبع التي كان فيها 0 فازداد طربا وعجابا بحسن جوابه ورقة عبارته وقال له بماذا بلغت هذه الآداب يافتح قال بحكمة أستاذي وحسن تهذيبه وتركي مظهر والدي وصرف أوقاتي في اقتباس أنوار معلمي فقال له أشتغل طفل بمثل ما اشتغلت به الا نبغ وتحج أين
اين هذا من جاهل يمرون أبنه على شتمه ونتف لحيته ويخوفه من معلمه ويحذره من متابعه فيخرج بعيد الإدراك أجنبيا من الانسانية بسؤر تربية أبيه وتعوده على القباحة والوقاحة مثل من قال لولده ان أستاذك رجل بطال فلا تعتمد عليه ولا تسمع كلامه فأصبح ابنه بهيما مثله يسمع الدروس ولا يتعقل وينظر الغير تبغ ولا يغار بما غرسه والده الجهول في ذهنه من بغض الأستاذ وعدم الانقياد إليه فنحن ننبه أبناء عصرنا على حرمة الأساتذة واعتبارهم وحث الابناء على تلقي العلوم بالجد والنشاط وعدم التهاون بالدروس ونقريرات الأساتذة حتى لا يحرم الولد من ثمرات العلوم ولا ينكر قدر مشايخه ومعلميه ويعلم ان الجهالة داعية الغباوة وسبب التأخر فما نقدمت امة الا بالعلوم ولا بالعلوم ولا زادت ثروة الا بالتفنن في الصناعة والله يرشد أهلينا واخواننا لطرق الخير واصلاح فساد النفوس بحكم العلماء ونوادر الأدباء
نشرنا في هذا العدد الماضي لغزاً بقلم حضرة الشاب النبيه محمد أفندي متولي بمصر فبعث