- 194 -
ولا نعدم من اهل بلادنا سعيا وجدا في نشر العلوم وتعميم التعلم لاستخلاص ارواح الاطفال من قيد الاباطيل وتطهير العقول من درس التقليد الفاسد حتى نرى جميع ابنائنا تلامذة لاهل العلم وتبعا لرجال الادب والله تعالى المسئول في تحقيق الآمال وارشاد الامة لما فيه نجاحها وصلاحها وهدايتها للاقتداء بالسادة العلماء واصحاب العقول حتى لانرى بيننا تلميذ العجائز آمين
لاحد نبهائنا الوطنيين وهي بلفظها
اليكم يا بنى الادراك ارفع على لسان التبكيت ماتتبرا منه الوطنية لتحكموا فيه بما ترون فالنصح يقضي بالارشادر
ارى بعض اخواننا الوطنيين يفعلون ما لايعقلون ويصرفون النقود في طرق لايرضاها غيرهم قصد الرياء مع انهم لما يسد الرمق محتاجون فبعضهم يلبس (التوبين) ونساءهم مكشوفات العورات وأبناءهم تعوي من الجوع عوا. الذئاب وهم يركبون الجياد الصافنات ومن هذا القبيل احد مدعي التعاظم مع الافلاس السارين في عمائم لخيلاء بين الناس فأنه رأى احد متوسطي المعشية اشترى سرجا موشي بمبلغ من النقود فابت نفسه الا ان يجاريه في عمله لزعمه انه ليس أغنى منه فذهب لى البنوكه واقترض منه بعض ليرات بفرط باهظ واراد ان يشتري سرجا مثله فلم يف ما افترضه بالمرغوب (لنقصه - ّجنيه) فعمد الى حلق زوجته المسكينة فباعه بثمن بخس واتم قصده فبما يعامل مثل هذا المتعاظم وهو ممن في بحار الجهلة يسبحون وفي فيافي الغفلة يرتعون وماذا عليه لوركب اتانا كابيه او جاموسة كاخيه حتى يمن الله عليه فيفعل مايريد
ولو لبث الحمار ثياب خز ... لقال الناس يالك من حمار
فهو لايتغير اسمه ولايزاد عليه بعد مثل هذا الترفه البارد شي وقد جاء في مثل العامي (اللي تسكر به افطر به) على ان التبكيت لمن لايعرف حد نفسه بالمرصاد فما عليه لو صرف هذا المبلغ في كسوة زوجته واطعام ابنائه فالمدح لايباع ولايشترى
ومنه
ارتفع سعود طالع السيرة في سماء بلدتنا لكن علاه المشتري فكنت ارى بعض شبابنا الجهلاء متجمعين في ايام العيد زمرة واحدة متقمشين بما لايحتوي الصندوق والبيت على غيره يتبعهم احد الخمارين حاملا علبا صينية مرصعة باكواب البيرة ينتقلون من منزل الى اخر فبئست العاده وبئس الفجور
الحشيش مطلوب والاسعار عالية احتكر الواردات
بلدتنا عظيمة وهي مصر ماحولها فما على غنيا. اهلها ومشاهير العمد في ان يكونوا يداً واحدة ويتبرع كل منهم بما تقتضيه مرؤته