- 115 -
جنيه فكانت هي التي ادبر بها حركة شغلي ولما هو معلوم في صداقتي عند التجار ما كان احد يقصر معي في شئ
ولم ازل على هذا المنوال الى ان رزئت بمصيبة لم تكن لي على بال وهي اني معالٌ بزوجة وثلاث بنات وولد صغير فكنت في احد الايام جالسا في بيتي غارقاً في بحار الافكار لايقر لي قرار مما هو حاصل لي من الاعسار واذا بزوجتي اقبلت علي فرجة مسرورة غير ملتفتة الى ما انا فيه من العناء والكدر قائلة (نهار مبارك إللى حضروا فيه الخطّاب لبنتك فلانه) فقلت لها لا بارك الله فيكِ ولا في بناتك ابعدي عني انا في ايه والا في ايه فقالت وقد ابدت الغضب لا يمكن ابداً الا قبول هولاء الناس فانهم من المعتبرين وان البنت قد كبرت ويخشى من انها تبور ولا يقترب احد عليها فيما بعد فلما رأيت منها ذلك قلت اها لا باس وقد عرفت هولاء الناس وحصل الاتفاق على مقدار الصداق وبعد ذلك ابتدات تلك المنحوسة في استحضار الجهاز (الشوار) وماكنت اعلم قبل ذلك ان العادة الذميمة لحكم على الناس بخراب بيوتهم في مثل هذه الحالة فانه لابد من احضار كافة ما يرونه عند سواهم بقطع النظر عن حالة الانسان ان كانت تساعد على الطلبات الباهظة
التي ما انزل الله بها من سلطان ام لم تساعد وبالاختصار قد كانت لي معها مسئلة في هذا القبيل تداخل فيها حملة من اهلها وجيرانها بموافقتهم على طلباتها وكلهم صاروا يحرضونها على انها لا تتنازل عن شيء مما هو جارِ بين الناس ظناَ منهم اني مقتدر وكفو لان استحضر زيادة عما يطلبونه ولهذا صمت المنحوسة على انها ان لم تنل غرضها من استحضار اللازم مثل ما احضر بنت السيد فلان والست فلانه فانها تخرج من البيت ولا تقيم فيه ابدا فلما رأيت الامور قد تحكمت واني ان فعلت او لم افعل فالبيت خرب على أي حال سلمت لها فيما شرعت فيه واخذت تستحضر اللازم بواسطة الخدامين والدلالين وتسألن ايها الاخ عنما احضرته فان لساني يعجز عن حصره ما بين مفروشات متنوعة منها ماهو مشغول بالقصب ومنها الحرير الخالص والقطيفه الحرة وما اشبه وملبوسات ذات الوان مزركشة بالقصب الكنتير والترتر من نحو سيد ابوه ومدلع امه والكعكعه المحشيه وكيد الفقير والغزال الملتفت ومن حرير ساده نحو الكردونيه والتفتيه والموريه وما شاكل ذلك ومن النحاس صنفين احمر وافر وفضيات ومصاغ والماس ونحو ذلك كل هذا قد حضر في اسرع وقت وصارت اثمانه مطلوبة مني للتجار ولا تنسَ القطن ولوازم المندج وتفصيل الملابس موده وخياطتهم بمعرفة الاسطى الافرنكيه ولوازم الفرح من قمح وسمن وحطب ولحوم وسكر وخضارات ومسكرات وفواكه واضف الي ذلك اجرة الطباخ والفراش واجرة العوالم والالاتية والمنشدين حتى اني بعد تمام الفرح حسبت