- 113 -
ابحارها فاذا المائح ماتح والمانع مانح والنكرة معرفة الخ وان حكومة أيدت سعيك وشدت ازرك ومدت اليك ساعد المساعدة علي مقصدك لجديرة بأن نلثم لها هاته اليد البيضاء بافواه الشكر إن وجدنا مكاناً لذلك اللثم لان كلتا راحتيها مزادنة بقبل الشكر من المعصم الى الساعد على بقية مآثرها الكبرى التي هي اوضح من فلق الاصباح وتعلم ما منيت به امثالك المخلصون من خدمة الوطنية قديماً وحديثاً
ولا ينبغي ان اضرب لك مثلاً بالموسيو فلان والماجور كذا فلا يفوه بذلك سوي من عمي او تعامى من مآثر الشرقيين في ذلك فهوّن عليك الخطب فسيجعل الله بعد عسر يسرا بل الذي استفزني لتحرير هاته العجالة انما هوالقيام بما يوجبه لك الانصاف على صحيفة وطنية حديثة العهد بالظهور الا وهي صحيفة البرهان من محض الصدق فيما يختص بتشخيصك رواية الوطن وطالع التوفيق لا من حيث القهقهة على الحشاش والملاح والمصري الخ لان ذلك ليس من مرامي سهام العقلاء ولا من مقاصدك الغراء بل من حيث ان تلك الرواية كان تشخيصها على النسق التدريجي الخارجي المشاهد في نهوض الاوطان من وهدة الحضيض الى اوج التقدم بعلم ذلك من لهُ وقوف على كيفية نشاة الدول في بدأة امرها ولا يجهل اولو الالباب ان هذا المقدار في التشخيص لم تصل اليه الاجانب بلا سابقة
عناء ومضي ازمان لاجرم ان اتقانه على ذلك الوجه الذي شاهدناه بالعيان لدليل على ضلك ايها السيد فلو انصفتك صحيفة البرهان لملأت جدولها بالثناء عليك واهداء اسنى المناقب اليك
بقي الكلام على اصل التشخيص وان لنا فبه مقولاً على حدته اثبتنا فيه ان مرجعه ضرب الامثال او الواقعيات الماضية وكلاهما معروف قديماً غاية الامر ان سبب ولوع الاجانب بتشخيص ماذكر انما هو مقصور ادراكهم عن كمال التصورات الذهينة فترى جميع اعمالهم مبنية على الحس والمشاهدة لا يصدقون بما لم يروه ثم انهُ قد وقع التشخيص من كثير من العرب في عنفوان دولتهم واهبنا في بيان ذلك بما سندرجه بالبرهان عند الامكان ان شاء تعالى
حمزة
فتح الله
رسالة لاحد اذكياء ابنائنا نثبتها متتابعة في اعداد لطولها
((قال حفظه الله))
روى محب الانسانية عن صادق الوطنية انه قال تنبهت من النوم ذات يوم وقد ضاق صري وحرت في امري فنهضت لاسعى في الارض بعد اداء الواجب والفرض لعلي اجد صاحباً يفرج كربتي او صديقاً يقوي عزيمتي او عاقلاً اهتدى بحكمته او عالماً افوز بصحبته