- 85 -
ام الاحجار الشديدة الورى ام الوحوش المطبوعة على العدوان ام هي أي نوع غير الانسان
عيوني اريقي من مدا معك الدما ... فان بناء الاقدمين تهدما
سمعنا لقوم شيدوا بيت جدهم ... وسابق كل خدنه فتقدما
وجادوا بمال واستعانوا بهمة ... على كل فعل يصلح العبد والاما
فباتوا ملوكاً في رياض معارف ... تنير بهم ان اصبح الجو مظلما
وشاهدنا ان المعالم بيننا ... تخبر عنهم انهم انجم السما
وتخبرنا انا اذا لم نثق بها ... ستصبح قاعاً صفصفاً مالها حملى
وما تعبت تلك الرجال وجاهدت ... بقوتها بقوتها الا لتبني سلماً
وقد وصلت ذاك المقام فالفت ... علوماً بها يلقي المعلم مغنما
وماذا يفيد المرء بعد جهالة ... ولو كان بالعيش اللذيذ منعما
فما غاية فما غاية الانسان الا حكاية ... تذكر حسناً او قبيحاً مذمما
والى متى تقول مالاً يؤثر في الاذهان ولا تظهر منه ثمره للعيان يسمع فينسى قبل القيام كانه اضغاث احلام فاي طريقة لحل هذا العقال واي حيلة في تأثير ما يقال اننبه بالعصا والكل عاقل ام نقسم على السامع وهو ليس بغافل ام نصمت عن الكلام المفيد وصبر على التهديد والتنديد ونترك اعراضنا مضغة للاكل ونقتصر على التفاخر بالمشارب والماكل ونعد انفسنا من الانسان بالهيئة ونكله في الحركات بالذهاب والجيئة وتقتصر على النطق بمستهجن الالفاظ والتجنتر في ملابس الحفاظ ونحن لجهلة اذا سئلنا الفعلة اذا استعملنا النافرون اذا جمعنا الصم اذا سمعنا العمي اذا سرنا البهم اذا حرنا لم تعقل غير الفاظ التزييف ولم نتعلم غير التخريف واذا لم يؤثر الكلام ولم تتنبه الافهام ولم املك لنفسى قوة ولا حولا فترك الكلام اولى
وبعد ذلك قمت فتكلمت بعبارة طويلة في تقدم المعارف في اوروبا والوسائط التي ظهرت بها وما كان عليه السلف الاول من التقدم والتفنن وثمرة تعليم البنات ثم ختمت المجلس بامتداح اعضاء الجمعية وحثهم على الثبات والاجتهاد وفقهم الله لفعل الخير واثابهم عليه بفضله جل شانه
ذهب احد المتمدنين الى احد البيرا المشهورة فشرب بربع خمس ما معه من النقود ولعب النمرة فخسر خمس الباقي ودخل عليه اصحاب له فطلب لهم دورا على حسابه بقيمة نصف ما سبق ثم ركب عربة توصله الى احد بيوت المومسات ودفع اجرتها نصف ثمن