- 77 -
سبيل الرشاد واصحابه الذين اهتدت بنور هدايتهم العباد وبعد فلما كان التعلم من اشرف الخصوصيات الانسانية والغايات التي تنبعث لها همم البرية قيض الله بتوفيقه العظيم وبرفيضه العميم لهذا العصر الذي بزغت شموش تمدنه في الافاق واطلع الله نجم سعوده بجميل الاتفاق رجالاً كراماً سارعوا لتحصيل الخيرات واجتهدوا في تعميم نفع البريات وفي ذلك فليتنافس المتنافسون وليجد في تحصيل نفعة المجدون اهتزت اريحيتهم للتعاون على البر والتقوى مخلصين لله في السر والنجوى فانتظم في سلك اخلاصهم عقد الجمعية الخيرية وانتهزوا فرصة هذه العناية الربانية بان اقاموا عماد المعارف بقوائم الهدى فان بث العلوم مما يذهب الجهالة ويستاصل داء البطالة ويخلد الذكر الجميل ويشرف الدني ويعز الذليل تبدوابه الكمالات وتحسن به البدايات والنهايات يجلس الصغير على مرتبة الكبير ويساوي بين الامير والحقير قال الشاعر
تعلم العلم باذا ... تحز فخار النبوه
فالله قال ليحيى ... خذ الكتاب بقوه
فيا اهل الفطنة هذا موسم تحصيل الخيرات وابان السعى لنيل المبرات فشمروا عن ساعد الاجتهاد وحصلوا من هذا الغرض ما يدخر ليوم المعاد وانظروا كيف اخذت اخوانكم الحمية الوطنية والرافة الانسانية العمومية فاجتهدوا انفسهم وبذلوا اموالهم في تهيء هذه المدرسة العام نفعها وانبت ثمار العلوم زرعها فخازوا قصبات السبق في مضمار المطالب ونالوا من الشرف ماتنبعث لهُ نفس كل راغب فلله در مديرنا الافخم وسعد دين الله الاعظم حيث اقتضت همته العالية ونفسه الراضية انشاء هذه المدرسة بمدينة دمنهور ليحصل بها كمال المنفعة على مدى الدهور ولله در رجال تعاضدوا معه لنجاز هذه المكرمة واقتفوا اثر سعادته في ايجاد هذه المرحمة ليكتسبوا لسان الشكر من الانام وحسن القبول من الملك العلام فانعم بها من دار علوم عمها ظل خديونا الاعظم ومليك مصره العزيز الافخم اللهم ادم لنا الحضرة التوفيقة وانجالها الكرام وانفع بمحاسن اخلاقهم الخاص والعام
هلموا ننتهز فرص التهاني ... ونغنم انس هذا المهرجان
ونسعى في صفا الاوقات سعيا ... يوصلنا الى نيل الاماني
ونجني من ثمار الفضل مجداً ... بافبال يدوم مدى الزمان
ونحظى بالوصول الى المعالي ... ونسلك بالهدى سبل البيان
منحنا خير مدرسة تحلت ... بتيجان جواهرها المعاني
دمنهور بها اضحت عروساً ... بهجتها تتيه على الحسان
اقام عمادها قوم كرام ... كما شاهدت ذلك بالعيان
تقدمهم لهذا السعى مولى ... تقلد رتبة الشرف المصان