- 72 -
تمرون في الطرقات مشاة على الاقدام والعربيات تشردكم عن اليمين وعن الشمال وما بها الا من عظم بجده ونشاطه مع اختلاف الاسباب وانتم في باب التقاعد واقفون. تتألمون من الفقر وانتم له جالبون وترجون الفوز بالاتحاد وانتم بالتهور هالكون. لاتصلح امة الا اذا تهذبت وتأدبت وعمتها المعارف واصبح كل فرد عالماً بما يجب له وعليه مجتهداً في تحسين بلاده بالرفق والتاني والجد والاجتهاد وحصر الصناعة والفلاحة والادارة في اهلها ومتى كانت فاسدة الاخلاق مكبة على الملاهي كانت محتاجة لقيم يدبر امرها ومرشد يهديها حتى تبلغ درجة بها تعد امة في العالمين
كم حجة بايدي المصريين عليها ختم قاضي باريس كم بنك في لوندرة باسم الحاج فلان كم عمارة في ايتاليا يلتزمها المعلم علان كم ادارة في برلين يديرها الباشا فلان ما الذي اوقعنا في هذه المخالب وجلب علينا تلك المصائب اليس هو الجهل القبيح والتهور بما لانعرف له عاقبة والخروج عن الحد بالفاظ الوقاحة والاجتماعات الفاسدة وما كفاكم ذلك حتى اخذتم تخرفون في النجوم وتسندون اليها ما اختص بمقام الالوهية
ارى فعلة باريس فتحوا صندوق اقتصاد فما واثرى حتى صار اعظم بنك يوثق به ونحن نقتصد في المعاش ونتوسع في الخمور والحشيش والقمار حتى فتحنا بنوكاً ولكن لغيرنا واضعنا
الصناعة وصرفنا اموالنا في شراء ما يلزمنا فادرنا عدة معامل ولكن في غير مملكتنا ووقفنا نتمدح باغنيائنا وهم فرحون بما يعدونه نعمة من الترف والسرف في ملاذ النفس مسرورن بكنز الف جنيه او الفين تحت الارض وهم لايملكون من بلادهم الا بيتاً فيه ينامون افلا يليق بنا ان نصنع انفسنا بايدينا اذا رأينا حكومتنا تنشر الاعلانات للبيع والاستيجار ونحن قادرون على مساعدتها بشراء كل ما استغنت عنه واستيجار كل ما
عرضته وعمل كل ما احتاجت اليه ثم لانهتم بشيء حتى نرى الشاري والمستأجر من غير اهل البلاد ثم نرمي الحكومة بالميل الى الاجانب ومساعدتهم في كل ماطلبوه. اي مدينة عقدت جمعية من اغنيائها والتزمت امراً من الحكومة ولم تثق بها. واي جهة اجتمعت فيها العمد وجمعت مبلغاً نتوصل به الى لثقة بها واستأجرت تفتيشاً ولم تساعدها على غرضها
فمع اختلاف القلوب وفساد الاخلاق والانكباب على الملاهي والشغف بالتخريف والاشتغال بالمنجمين والرمالين والدجالين والمتكلمين بالضمير واهل الاوفاق والطوالع والخواتم المجربة والانفقة من المعارف واهلها كيف نرجو الصلاح والاصلاح ورد ثروة البلاد لاهلها. مات من كان يقول (نجم له ذنب في رجب يحل عجب) سنة1298 هكذا نطق الجفر بالجمل لكبير وظهر من يقول بالجمعيات المالية نغنم الريح وبالعلم ندرك