- 70 -
لذات علوم الدنيا لاتملا بطن جائع ولا لذة عقيلة لمن لا يحسن غذاء جسده وقد نسيت ثانياً ان مولفائنا التي تفتخر بها قد نهبت لفظاً ومعنى الى مراكز الامم النامية فزادوا عليها اموراً كثيرة فهي حية في تلك الامم ميتة عندك لاسباب منها عدم صحة النسخ فكتبنا كلها اغلاط ومنها عدم وجود من لايفهمها الان وقد مات من كان يعرف معانيها. ومنها ان كثيراً قد نسخ بما اظهرته التجارب وقام غيره مقامه. ومنها الزيادات الجوهرية التي حدثت بعدهم ويجب معرفتها مما لا وجود لهُ في هذه الكتب زمنها عدم وجودها كلها اذ لم يبقَ منها الاّ الطفيف
لقد هزلت حتى بدا من هزالها ... كلاها وحتى سامها كل مفلسِ
وهذا الهزال الباقي اذا كنت سعيداً وعثرت عليهِ تلتزم بدفع اثمانهِ مالاً جزيلاً ومن اين لك المال يا اخي وانت تنجر ببضائع اكلها العث وبدلتها المودة او ((الزي الحاضر)) أما هو اجدر بك ان ترك هذه اللغة وشأنها التي لاتفيدك سوى محطة الشأن بعد تعب ونصب وجوع لامزيد عليه وتختار لنفسك غيرها ان كتبت بها راجت كتابتك وان طلبت تحصيل
علم فيها وجدت لك كتباً لاتحصى في غاية الضبط والكمال امتلأت منها خزانتك منها من اقوال اجدادك ومنها ممن تصفحها وتفتحها وعلمها وشرحها وزاد فيها ن اضدادك بثمن ((ارخص من الفجل)) فاذا اشتبه عليك معناها وجدت الوفا يكشفون لك غوامضها ويحلون لك عقدها. نعم ان في لغة الطفولية لذة ووطنية الا ان الوطنية الحقة ((دعنا من الكلام الفارغ)) قائمة في المعاني لافي الألفاظ. اعني في صيانة حقوق الافراد واحكام العدل والتسوية والالتفات الى الامة ولغتها وعدم اعطاء خبز البنين لغيرهم فاذا فعلت هيئتنا ذلك هان علينا كل شيء والا فانت تضرب في حديد بارد وكانت الوطنية قولهم ضرب زيد عمراً اشتعل الرأس شيباً وما اشبه
فانت تدعونا عن غير قصد منك الى البقاء في الجهل الى القناعة بفتات الخبز الذي يسقط من مائدة الغنى الى مبادلة الهم بالبلادة وترك الهم الى اضاعة الحس الانساني والموت بغدة بعير في بيت سلولية وهذا لايرضى بهِ ابن الحرة فاقلع جزاك الله فان الحكمة ضالة المؤمن يطلبها حيث وجدها فان اهملنا فبكتنا عليه حين نكون ممن ابتداه بهم فخرهم لا ممن انتهى فخرهم بهم واعذر كاتباً عرف الحيوة واختبر فرحم الله من فهم وعرف السلام
عن كفر الشيخ عاصمة البراري
في 24 يونيو سنة81 بحروفها (انتهى)
عجبت لافكار العالم وتضاربها في هذا الذي لا اثر لهُ في الوجود ولا خوف منه فقد تعالم فيه الجاهل وتكاهن به المغفل واصبح الشرق