- 59 -
حتي اصبحت الولائم منبع امراض ومعدن اقام فان الانسان اذا دعي الى وليمة وحضر المائدة قدمت اليه الشوربة ثم الضلع ثم البوراني ثم الباميه ثم الكفته ثم البقلاوة ثم القرع ثم الكباب ثم اكمك قطائف ثم الطورلي ثم النيفة ثم حلاوة الدقيق ثم الملوخيه ثم الكما ثم البريك ثم الرجله ثم البباظ ثم السنبوسك ثم القلقاس ثم المصقعه ثم الرواني ثم الباذنجان ثم اللحم بالبطاطس ثم الهريسة ثم الطماطم ثم اليخنى ثم الملبية ثم الخرشوف ثم اللحم الناشف ثم الحريره ثم الكشك الماس ثم الكلبسطي ثم البلوظه ثم الشاويش ثم المعكرونه ثم الارز ثم الخشاف وحول هذه الاصناف سلطة لبن بثوم وسلطة خيار وطبق طرشي وصحن جرير صحن سردين يتخلل هذا اصناف السمك والفطورات المتعددة الاشكال غير ماذكرناه
والفطورات على هذه الاصناف الا الفقير المقتصد اما الاغنيا فيزيدون الشوارمة والمحامي والزغاليل والفراريح وغير ذلك ثم تحكم العادة السيئة على كل جالس على المائدة ان ياكل من كل صنف ولو لقمة ولا يصح ان يقوم الا بعد فراغ الاصناف (فان صاحبها ماصنعها الا ليفتخر بها) فيمثل هذه العادة السيئة تفسد المعدة وتكثر الامراض فلو رزقنا بمؤدب يوقفنا على حد به تحفظ الاموال والارواح ويسن لنا عادة جديدة جميلة يقتصر فيها اصحاب الافراح والولائم على اربعة اصناف او خمسة وينظرون لقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جئ له بالطعام وهو خليفة فرأى خبزا وزيتاً مع خل فقال ادمان (غموسان) في اكلة واحدة ان هذا هو الاسراف والترف ولا يرضى بهما الا من عرض نعمته للزوال على اننا نجد المعازيم يتمشدقون بالاحاديث والآثار وهم جلوس ينتظرون دعوة الطعام ولا نسمع من يسوق مثل هذا الاثر ولا غيره من الاحاديث الدالة على الاقتصاد وعدم التوسع في الماكل والمشارب والله برزقنا بمن يبدأ بهذا العمل الجليل
وتسمع به على لسان جريدة التبكيت والتنكيت فانها محل الادب ولان التهذيب
كتبها ولدكم. م. ا.
كان للعرب عادات كثيرة قبل الاسلام فلما جاء الاسلام ابطل القبيح منها وابقى الجميل الدال على محاسن الاخلاق ونحن نقدمها لاخواننا تذكاراً للاصول وحرصاً على الفوائد الجليلة. من ذلك القرض الادبي
وهو ان العرب كانت تأنف من الربا في جاهليتها وتستنكف من عدم مساعدة بعضها البعض فاتخذت لها عادة جميلة وهو ان الرجل اذا احتاج لشي عمد الى ولده فزوجه او ابنته او مجلس انس يعقد لمفاخرة او خطابة او تذكار تاريخ فترسل اليه الهدايا من سائر احياء العرب وقبائلها حتي تضيق بيوته بما ياتيه من انواع التحف فيبيت وهو افقر القبيلة ويصبح وهو من متوسطيها ان لم نقل من اغنيائها.