ثامناً_مسالك الأبصار لأبن فضل الله العمري.

تاسعاً_تاريخ مسلمي الأندلس للعلامة دوزي الهولاندي في أربعة أجزاء إلى غير ذلك من الكتب والرسائل الأخرى الموجودة بلغات متعددة لا حاجة إلى الإطالة بذكرها:

ومما يحسن ذكره أنني حينما شرعت في هذا المبحث رأيت أن اثنين من أفاضل العلماء المستشرقين قد سبقوني إليه. وذلك أنني كنت أبحث في قوائم الكتب المعروضة للبيع في بعض أسواق ألمانية فرأيت كتابين عن ابن زيدون لم يكن لي بهما علم قط قبل ذلك اليوم.

فأولهما - كتاب صنفه دكتور في العلوم اللاهوتية وهو الاستاذ هَندرك أنجلينس بن ويَّرس الهولندي اقتضر فيه على نقل ما كتبه الفتح بن خاقان عن ابن زيدون ثم ترجمه للغة اللاتينية مع شروح كثيرة وتفاسير عدة وطبعه في مدينة ليدن سنة 1831 (وقد أحضرت هذا الكتاب).

وثانيهما - هو المستشرق بستورن طبع رسالة ابن زيدون إلى ابن جهور وترجمها باللاتينية وصدرها بحياة ابن زيدون وعلق عليها كثيراً من الحواشي والشروح باللاتينية وطبعه سنة 1889 (وقد سبقني غيري إلى اقتنائه ولكنني سأجتهد في الحصول على نسخة منه أضمها إلى الخزانة الزكية).

فأنتم ترون أن رجلاً كابن زيدون يُعنَى به العلماء من العرب وغير العرب على كر الغداة ومر العشي واختلاف المذاهب جدير أن يكون موضوع السمر في هذا النادي.

2

كلمة صغيرة عن الأدب الأندلسي

فتح العرب الأندلس في أواخر المائة الأولى للهجرة، ثم أخذوا ينثالون على تلك البلاد الجميلة من جميع بلاد الإسلام، هنالك راجت سوق الحضارة الإسلامية، واستبحر العمران العربي، ونفقت بضاعة الأدب، وارتفعت رايات العلم، فبلغ القوم شأواً بعيداً، وأبقوا لهم فخراً مجيداً، فكانت لهم تلك الآثار التي تلعب بالعقول، ولا لعب الشمول، وسحروا الألباب، بما أتوا من العجب العجاب، حتى أقر بفضلهم ابن فضل الله العمري مع شدة تعصبه عليهم في كتابه المشهور مسالك الأبصار فقد اعترف بأنهم لطفوا مسالك الأدب، وأفادوا شرف الحضارة محاسن العرب، وقلبوا الأعيان، وسحروا الألباب بالبيان، فجاؤوا بأعجب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015