كثرة ما قيل فيه. لم يأت شاعر منذ برأ الله الخليقة إلا قال في الزهر وأكثر. حتى للذي بدواوين الشعر من حدائق الريحان أكثر بكثير مما بظهر البسيطة. أسمعت بشاعر لم ينعت الزهر؟ أو ليس الشاعر بوق الطبيعة ولسانها. ومفسر الطبيعة وترجمانها. أو العبارة أبلغ أليس الشاعر مرآة الطبيعة وهل تأخذ المرآة شيئاً وتترك شيئاً. هل تراها تعي اليوم ولا تعي غداً. هل رأيت مرآة مضياعاً غير مأمونة. إذن فكيف يطلع الورد في جميع أنحاء الأرض ويتفتح وينضر ويشرق ف كل آن ولحظة ويسكت الشاعر فلا ينطق؟ كيف تلد الأرض بناتها الحسان ولا يصدع البشير؟ كيف تجلو الأرض عرائسها ولا يصدح الشادي؟ كيف تجود الطبيعة وتبخل المرآة؟ كلا! ستشرق الأزهار. وتضيء الأنوار في دواوين الشعراء ما أضاءت وأشرقت في دواوين الطبيعة أعني البساتين - قديمة على الأيام جديدة. لمَ نهاب تكرار القول ولا تهاب الطبيعة. لمَ نضعف عن الإعادة ولا تضعف الطبيعة. لم نمتنع عن النطق بالأفكار، ولا يمتنع الليل عن النطق بالنجوم الدراري، ولا الأرض عن النطق بالعيون والجواري، والجداول والأنهار؟ أنظر إلى الطبيعة أتراها قط ملت أن تتلو النشيد النباتي. وإلى السحاب أتراها قط سئمت أن تتلو الحديث القطري والثلجي؟ ما خلا قط من هذه الصلاة الخفية العلنية شبر في الأرض ولا في السماء. وآمين الطبيعة - أثر كل دعاء_زهرة.