إن مجلة هذا شأنها كان فرضً على كل قارئ من المصريين أن يقتنيها مغتبطاً بها مقتنعاً أنه غانم رابح بل أنها أربح صفقة وأكبر غنيمة أأقول كان ذلك فرضاً على كل قارئ من المصريين؟ ضلة لي، لشد ما بان مني الصواب. وكأني لم أدر بالذي يفرضه على نفسه الناشئ. بل خريج المدارس من الواجبات؟ كأني لم اسمع بالكسل والغرور ومعاداة العلم وأهله وتطليق الكتب والتجرد من المحامد والتعري من المكارم وكأني لم أسمع باللهو واللعب وسهر الليل ونوم العصر والعصي الآبنوس والمنشات والكتاين والمركبات والجزيرة والحلويات ومصر الجديدة.

كراهة الاطلاع ومعاداة العلم مع النفخة والغرور. هذا داء مصر الذي لا نجاح لها إلا بعد الشفاء منه ومتى يرجى الشفاء والداء عقام؟

ولكن اليأس سم الحياة، وما أعلم شيئاً أقتل منه للهمم والعزائم. فدعنا من اليأس وأمل خيراً وأنشد عصبة المتخرجين والطلاب وسائر القراء.

أي عذر لكم في عدم قراءة جيد الكلام مجلة كان أو كتاباً أو رسالة قديمة أو حديثة عربية أو أجنبية وقل لهم هل أنتم - معاذ الله_من السذاجة بحيث تحتاجون إلى معلم يعرفكم أن أنفس الموجودات طرا هو الكتاب؟ وإذا كان ذلك كذلك فما بالهم يأتون كل أمر إلا اقتناء الكتب أين الأذهان والعقول ألا أن بالإبصار عن حكمة عمى * ألا أن بالإسماع عن عظة صم

الخ الخ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015