بينهم حتى إذا ملوا عصفت بينهم ريح الثورة فثاروا وفى ثورة الرجال المذابح والمعارك الدموية.
نريد أن يبحثوا في مطالبنا ويدققوا البحث. ولذلك نحن نسترعى اهتمام الناس يحدونا الأمل بأن سيأتي يوم فيه يعلم الجميع حقنا لأن الضوضاء التي أقمنا قد أصمت مسامعهم. ولكن هل يكفى هذا لنصرتنا؟
نود لو اطلعنا إلى الغيب فعرفنا عاقبة أمرنا. ولكن لن يخفت للمطالبات صوت، ولن يكسر من حدتهن شيء. لا السجون ولا العقوبات بل إنهن ليفخرن بها ويعتززن.
ويوجد الآن أربعمائة عضو في مجلس النواب من 670 قد أجازوا إعطاء النساء حق التصويت ولكن لم يعمل حتى اليوم شيء. ويتساءلون. أذلك الخلاف بين الأعضاء!
ونجيبهم. كلا. بل هو عدم الاكتراث.
فلا يعجبون إذن ولا يدهشون إذا رأونا ننتصح بنصيحة السير كامبل بانرمان التي قالها لجمع من المطالبات كنت بينهن وقد سألناه ماذا ينبغي لنا أن نعمل؟
قال. أذهبن وأثرن العالم!
ونحن اليوم صادعات بما نصح. .
بدأت حركة المطالبات منذ سنين طوال على أنها لم تأخذ شكلها الحاضر ولم تكتسب قوتها إلا منذ اليوم الثالث عشر من أكتوبر سنة 1905 إذ انتدى في ذلك اليوم جمع من المطالبات في حضرة السير إدوار جراي فلما خطب الجمع ذلك الموظف الكبير وتكلم عن مطالب العمال قمت أنا والمس كنى وألقينا السؤال الآتي:
هل ترضى لجماعة النساء حق الانتخاب؟ فوجم ذلك الخطيب المفوه وجمد في موقفه ولكننا لبثنا في مكاننا ننتظر جواباً على أنهم طردونا من جنابه أفظع الطرد.
وكنا في كل اجتماع عقد بعد ذلك ورأسه لويد جورج أو آخرون نكرر على الخطباء سؤالنا.
هل يرضي الخطيب لجماعة النساء حق الانتخاب؟
فكان جوابهم كجواب السير إداورد جراي في وجومه وأخذت قسوتهم في معاملتنا تشتد، ووحشيتهم في لقائنا تزداد.