فما حفلت عين بما فيك من حصى ... حكي الدر أو عشب هنالك أورقا
وما ينظر الرائي السماء مصعداً ... إلى الأفق بل يرنو إلى الماء مطرقا
لك الله كم حسناً حويت ورونقاً ... روى الماء عن ليلاي فيك فأصدقا
فعينان أبهى زرقة وملاحة ... من الزهو ينمو في حوافيك مونقا
وأغنتك هاتيك الثنايا ضواحكا ... عن اللؤلؤ المكنون يلقى وينتقى
وثغر كأن الورد باكره الندي ... فجال على أوراقه وترقرقا
وجيد تراه يشبه العاج ناصعاً ... على أنه كالغصن مال على النقى
وفرع كخفق الموج فيك خفوقه ... يكلل منه الزهر فوداً ومفرقا
وأبديت كالمرجان في الماء دملجا ... تحلى بأحلى معصم حين أحدقا
رفعت يدي دون النسيم وقد سري ... مخافة ذاك الظل أن يترنقا
وقد خلت أني حين أبسط راحتي ... ظفرت بدر فيك لاح منسقا
وأرشف من ماء هنالك ريق ... جلا الحسن عذباً في حواشيه ريقا
ولكن ليلى أعرضت نحو أمها ... تضاحكها حباً وترنو تأنقا
فسرعان ما أمعنت فيه فلم أجد ... سوى الحوض أمسى راكد الحس ضيقا
تذوقت منه قطرة بعد قطرة ... فألفيت مالا يستطاب تذوقا
وكنت أرى حسناً فأصبحت لا أرى ... سوى حشرات أو نبات تفرقا
فرحماك يا بنت المشارق أن لي ... فؤاداً بربات الجمال تعلقا
لحسنك من سر على النفس ماله ... على الماء لما أن حكاك فدققا
فقد رسمت فيها لحاظك صورة ... مدي الدهر لا تمحى وتزداد رونقا
عذيري من تلك اللحاظ كأنما ... هي النجم في عرض السماء تألقا
إذا رمقت فالصبح أو حال دونها ... خمار فهذا ليل من قد تعشقا
2
عبرة في نظرة
الجزيرة معرض عام يقام أصيل كل يوم. يعرض فيه كل جميل جماله وكل غني ماله، وتبسط فيه الأرض زينتها والطبيعة محاسنها، وهو يتسع لأبناء النعيم كما يتسع لأبناء