تخرسان الرنين ثم قالت أعاراً تري قلت لا ولكن سبب القدر المتاح وتعجيل هم يعقبه سقم فخرجت عجوز من الخباء فقالت يا هذا امض لشأنك فإن قتيلها مطول لا يودي وأسيرها مكبول لا يفدي فقالت دعيه فله مثل غيلان:
فالا يكن إلا معلل ساعة ... قليل فأني نافع لي قليلها
ثم قالت العجوز:
فمالك منها غير أنك ناكح ... بعينك عينها فهل ذاك نافع
فنحن كذلك إذ ضرب طبل الرحيل فانصرفنا مبادرين بكمد قاتل وكرب داخل وحسرة كامنة وأنا أقول:
يا ناظراً ما أقلعت لحظاته ... حتى تشحط بينهن قتيل
أحللت قلبي من هواك محلة ... ما حلها المشروب والأكول
بكمال صورتك التي في مثلها ... يتحير التشبيه والتمثيل
فوق القصيرة والطويلة فوقها ... دون السمين ودونها المهزول
فلما قضينا حجنا وانصرفنا راجعين مررنا بذلك المنزل وقد تضاعف نواره وتزايد حسنه وكملت بهجته فقلت لصاحبي امض بنا لصاحبتنا فلما أشرفنا على الخيام ونحن دونها نسير في روضة من تلك الرياض في وقت فيه قد طلعت الغزالة ولها عين كأعين نجل شرقت بدموعها على قضب زبرجد فهبت الصبا فصبت لها الأغصان فتمايلت تمايل النشوان الطرب فصعدنا ربوة وهبطنا وهدة فإذا بها بين خمس لا تصلح أن تكون خادمة لإحداهن وهن يحنين من نوار ذلك الثمر ويتقلبن على ما تغتنم من عشبه فلما أن أتينا وقفنا فقلت السلام فقالت من بينهن وعليك السلام وقصت عليهن قصتي قلن لها ويلك أما زودته شيئاً يتعلل به من جوي البرحاء فقالت زودته يأساً حاصراً ورأياً حاضراً فابتدرت أنضرهن خداً وأرشقهن قداً وأبرعهن طرفاً فقالت والله ما أحسنت بدأ ولا أجملت عوداً ولقد أسأت في الرد ولم تكافئيه في الود وأني لأحسبه لك وامقاً وإلى لقائك شائقاً فما عليك بإسعافه بطلبته وإنصافه في مودته وأن المكان لخال وأن معك من لا ينم عليك فقالت والله ما أفعل من ذلك شيئاً أو تفعليه قبلي وتشركيني في حلوه ومره فقالت لها الأخرى تلك إذاً قسمة ضيزي تعشقين أنت فتزهين ويذل لك فتمنعين الرفد ثم تأمرينني ما يكون شهوة ولذة ومني سخرة