كثيرا ما يدخله التحوير ولتبديل عند التطبيق في الشكل لا في الجوهر. وكل ثورة لا يسبقها انفجار في الأفكار وخروج عن المتبع المألوف واحتقار وازدراء بمظاهر الجمود وشعور بالضعف هو بدء الشعور بالقوة - كل ثورة هذا شأنها مقض عليها الفشل.
وقد صنع غاندي برنامج الجزء الإيجابي من الثورة الهندية داعما إياه على اعتقاد راسخ بأن القوة الروحانية تقهر المادة إذا اصطدمت هذه بتلك وإن المقاومة السلبية لا تغلب وإليك البرنامج الذي أقره مؤتمر كليكتا المنعقد في سنة 1920.
1_إنشاء وزارة معارف أهلية.
2_إقامة محاكم وطنية وسن قانون لهذه المحاكم.
3_عدم التطوع أو الدخول في جيش الحكومة الهندية.
4_مقاطعة الانتخابات والوظائف الحكومية وعدم قبول الرتب والنياشين.
5_مقاطعة البضائع الأجنبية وبخاصة البضائع الإنجليزية.
أعلنت هذه الأمور وأخفى المؤتمر شيئين عظيمين هما.
أولا - الالتجاء إلى حرب العصابات وإلى وسائل الشين فين عند اشتداد بريطانيا في التضييق عليهم حالة تنفيذ هذا البرنامج.
ثانيا - إعلان الجمهورية بعد الحصول على الاستقلال.
وقد التجأ الثوار في الملابار إلى حرب العصابات كما سنقرره وصرح محمد علي أثناء محاكمته بما يفيد أن الجمهورية هي نظام الحكم الذي سيسود الهند بعد تخلصها من الحكم الأجنبي وسنفصل ذلك فيما بعد.
تنفيذ برنامج الثورة السلبية
وجهت أول حملة إلى المجالس التشريعية الجديدة التي أنشأها الإنجليز عملا بمبدأالتدرج في الحكم. وأجمع الكل على القضاء على الانتخابات لها. ولقد نجحوا أيما نجاح فأرهبوا الناخبين وشتتوا شمل المجتمعين في دائرة انتخاب كاجول وخرجوا من الهمس بالتهديد إلى تنفيذه جهرا ولم يحجموا عن استخدام أي سلاح من أسلحة الإرهاب فمن المهاجمة والضرب إلى احتقار الجماعة وازدراءها إلى الطرد من المجتمعات. وأخفقت الانتخابات حيث امتنعت 440من965 دائرة من دوائر الانتخابات عن التصويت واستحال في ست