وقد شهد فيه فيكتور كوزان أستاذ الفلسفة بمدرسة السوربون شغفه باللغة اليونانية وآدابها وقيامه بنقل مؤلفات أفلاطون إلى الفرنسية فقربه إليه ثم خلف كوزان في منصبه فشغل مركزه وقام بتدريس الفلسفة وألقى دروساً عن فلاسفة اليونان لا سيما أفلاطون وأرسطو وكانت هذه الدروس منهل الواردين من محبي العلم من سائر الطبقات.

ثم بدأ بالتحرير في مجلة العالمين. وكان ممن أسسوا مجلة حرية الفكر عام 1847.

ثم بدأ يشتغل بالسياسة فرشح نفسه للانتخاب في مقاطعة لانيون وبذل مجهوداً كبيراً ولكنه فشل بمساعي حزبي اليمين والشمال المتطرفين (1847) ولكنه عاد فانتصر انتصاراً باهراً بعد ذلك بعام حيث انتخبته مقاطعة الشواطئ الشمالية في 23 ابريل 1848 عضواً للمجلس الواضع للدستور فكان مركزه بين المعتدلين واشتغل شغلاً وافراً في اللجان الكبرى ثم حارب فكرة الكوميونيزم وتفرغ للبحث التي كانت شغله الشاغل ثم استقال في 16 ابريل 1849 ليدخل مجلس الحكومة ولكنه فقد فجأة كل مناصب الحكومة فلم يعد انتخابه في مجلس الحكومة عند ما تجدد انتخاب ثلث أعضائه ولم يعد انتخابه في المجلس الواضع للدستور ووشك أن يفقد منصبه في دور العلم ولكنه بعد الانقلاب السياسي الذي حدث في 2 ديسمبر 1851 الذي تمكن به نابليون الثالث من إسقاط الجمهورية وإعلان حكومة الإمبراطورية ذهب جول سيمون إلى درسه في مدرسة السوربون وألقى الخطبة الآتية التي ذاع منذ ذلك الحين صيتها وتناقلتها الألسن قال:

أيها السادة:

أنني أقوم هنا بإلقاء درس في الآداب وإنني اليوم مدين لكم بنموذج فعلى لا بدرس ألقيه عليكم. إن الأمة الفرنسية مدعوة لتجتمع غداً في مجالسها لتقرأ أو لتنكر الحوادث التي حدثت قريباً. فلو أن الأمة ستنكر هذه الفعال فقد جئت أقول لكم على رؤوس الأشهاد أنني أنا من المنكرين

فكانت نتيجة هذه الخطبة أنه أقيل من منصبه وحرم من منصب التدريس في مدرسة المعلمين العليا.

فاعتزل الأعمال وقصد مدينة نانت فشغل فراغه بالأبحاث التاريخية ثم نشر كتاب الواجب (1854) مقاوماً به نظام الإمبراطورية فكان لهذا الكتاب دوي عظيم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015