فعقب هو على كلامها فقال. عجل الله بذالك اللقاء ليباركك الرحمن. فقالت هي. وليباركك كذلك.

فرفعها إلى السيارة بكل أدب واحترام ووقف يرقبها حتى اختفت السيارة بها عن الأنظار وإذ ذاك هز نفسه فرحاً معتزاً وقال لنفسه. الآن قد أصبحت حراً متخلصاً من قيود المجتمع.

وفي لحظة عدت السيارة مطلقة للريح عجلاتها واختفى.

* * *

قال الملك يحادث زوجته الملكة. ما علينا إلا التعلل والصبر.

قالت الملكة. ولكن لنفرض أنهما لن يعودوأ أصلاً.

فأجاب الملك الشيخ. إن هناك يا عزيزتي مثلاً سائراً يقول لا تثقوا بالامراء ولكن شعاري وديدني يخالفان هذا المثلإذ أن من عادتي أن أثق بالأمراء ماعشت. ولهذا أقول لك ان الأمير ولا ريب راجع إلينا. ألا تحبين أن نخرج للنزهة. ونشرف على الشعب.

قالت الملكة إذا أحببت.

وانطلقا.

* * *

ونزل الأمير ايفولت عن السيارة وراح يمشي مخترقاً للغابة وترك الأمير الفتى السيارة وراح ينفذ في منفس الغابة وأحس أنه في اضطراب ذهني وقلق واختفت عن عينيه أشباح تلك الأحلام الجميلة التي كانت تتراءى له. ولم يعد يشعر بتلك اللذة الساحرة التي كان يتخيل أنه سيشعر بها إذا انطلق من قصر أبيه - ولم ير تلك الفتنة التي كان يظن أن ظفر بالحربة في طيات فؤاده. وكان قد مضت عليه ساعات لم يذق طعاماً. ولا غرو إذا لم يجد فيما حوله فرحة. ولم ير ابتهاجاً لأن المعدة الخالية لا تنبه في الجائع شيئاً من السرور إذا كان السرور حوله. وهناك رأى الحقول والاجم كما كان يتصورها في ذاكرته. وهناك كانت تجري من تحتها الجداول. . . . . متغنية أغانيها المائية. مترنمة للصخور التي تحف بعدوتها ولكن أين ذل ك الابتهاج الخفاق في قلب الشباب الغض الناضر الذي كان يسوقه عاري القدمين منذ سنين إلى ذلك الموضع. وأين ذاك الباعث الذي كان يثيره إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015