وبعد فهذا ما نقصد إليه قبل كل شيء من حفلات البيان - نهوض بالفن وترغيب للناس في التمثيل الجدي النافع ومران للنوادي والجمعيات التي رصدت نفسها لأحياء الفنون الجميلة، ومساعدة لأرباب المراسح والممثلات ومن إليهم - كل إولئك هو الجنى الطيب والأثر الصالح الذي تثمره حفلات البيان. . . . . على أنا إذا كنا نبغي بعد ذلك ربحاً مادياً للبيان - وإن كنا يعلم الله لم نجن من وراء هذه الحفلات شيئاً مذكوراً إذ أن أجور المراسح والممثلات وأدوات التمثيل ونفقات الإعلانات وما إلى ذلك مما لا يستهان به - فمن الذي يعيينا أو ينتقصنا ويصغى أناءنا بذلك - وهل كان يعاب شكسبير وهو الشاعر المخلد عند تلك الأمة على انجازه بالتمثيل وهو القائل: - إننا نكتب ونكدح لنعيش - أظن لا يوجد من يعيينا على ذلك إلا أولئك الزعانف الذين أكلت صدورهم من الحقد. أولئكم الحيوانات الصخابة الجائعة التي تدعي أن بها نعرة صحفية والحقيقة بها نعرة معوية. . . والتي لا تطيب لها الحياة إلا بامتصاص الدماء الفاسدة ولا يحلو لها العيش إلا بتمرير عيش الناس والقدح في أعراضهم وإنما هي صرخات معدهم وصواعق بطونهم - تلكم الحشرات الخبيثة السامة التي أبت الأقدار إلا أن تغريها بكل شيء طيب نافع لسر من الأسرار التي عند الله علمها. ولكن لا. لا. لا عتب على الشرير. لا مبالاة بالضيل الحقير، لا اكتراث بالجائع الذي يدور مع الدينار، أينا دار، كعباد الشمس فيمدح من لا يستاهل المدح كما يُمدح الله ويهجو أهل الفضل كما يهجى شر خلق الله، قل كيف شئت أبهذا المخلوق الدنيء
قل كيف شئت وأن تشأ ... وأبرق يميناً وأرعد شمالا
نجا بك لؤمك منجى الذباب ... حمته مقادذيره أن ينالا
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولقرائنا الكرام