وأقاما حقبة من الدهر بين صلح وخصام، ونفار ووئام، وان شأنهما في الحب لعلى حد قول القائل:
لا خير في الحب وقفا لا تحركه ... عوامل اليأس أو يرتاحه الطمع
وقول الآخر:
إذا لم يكن في الحب عتب ولا رضا ... فأين حلاوات الرسائل والكتب
ومن أعجب العجائب له أنه بينما كانت أعباء السياسة تتراكم على كاهل السياسي الريب، وجو الحوادث مظلم مكفهر كنت تراه في هذا المأزق الصنك واليوم العصبصب يوالي الرسائل إلى اللادي برادفورد كأمثال الرسالة الآتية:
لا أكذبك يا مولاتي أنه لا حياة لي إلى برؤيتك. ولا بقاء لي إلا بسماع صوتك ونغمتك. أو تلاوة كتابك ورسالتك.
أحمد الله الذي مد في أجلي حتى نعمت بفجر الحب وضحاه، وبيكرته وممساه. وبسحره وأصيله. ومغداه ومقليه.
ألا ان رؤيتي إياك في المجلس الحافل للذة متميزة عن سواها علي أن خلوتي بك ممتعة مغايرة لتلك لست على ممر الدهور أنسها. ولكلتيهما بعد مذهبها الخاص من الروح ومجراها كنور القمر وكالشمس في ضحاها. . .
وأعجب ما في غراميات ديزرائيلى أنه لما يئس من رضا اللادي برادفورد خطب أختها الكبرى اللادي شترفيلد محتجاً لذلك بقوله سأعتنق إحداهما كزوجة لي وأعتنق الأخرى كشقيقة.
ولكن اللادي شيستر فيلد أبت ذلك لاعتقادها أنها لم تكن تشغل من قلبه المكان الأعلى.
أما رسائل السيدتين إلى ديزرائيلى وحقيقة شعورهما نحوه فهذا لم ينتشر تحقيقه وتثبيته. ولن يتيسر. وذلك لأن رسائلهما إليه أحرقت عقب وفاته طبقاً لمرادهما ورغبتهما الصريحة. على أن نعلم أن اللادي برادفورد كانت لا تغالي بشيء مغالاتها بفوتوغراف صغير لديزرائيلي كانت أهدته إليها الملكة فيكتوريا التي كانت يسمسه ديزرائيلي الحورية.
ولم يفتر شغف الرجل بالنساء حتى في أخريات عمره بل بقي إلى ذلك الحين طلابا للغواني وحريصاً على مجالستهن حتى آل الآمر أخيراً إلى أنه ألف نادياً منة صويحباته