ويجري على طبعه.
وليس هذا بكاف في تفهم مزاج الرجل فقد كان يتنازع نفسه عوامل أخرى وإن نفس العظيم عالم تتصادم فيه العوامل المختلفة وتتصارع ولقد قال ماكس نورداو إن الإغراق في حب الإنسانية والمغالاة في كرهها ينشاآن من سبب واحد وعوارض عقلية متحدة والمزاج السوداوي كذلك قد يسوق إلى النسك التام واستصغار أمور الحياة واحتقار ملذاتها مثل المعري وفردريك أميل وقد يسوق إلى الأبيقورية أو الخيامية وهي أن يبادر الإنسان إلى الشهوات مخلوع العنان ويفرط في الحسية وفي مثل هذه الحالة النفسية تكون فكرة العدم العدم والفناء التام مائلى للذهن إلى جانب فكرة المسارعة إلى التمتع باللذات وشرب كؤوس المسرات قاطبة وهذا ما يشاهد في رباعيات وفي كتابات شاتوبريان وما يغلب على أكثر العصور السوداوية عصور التشاؤم والممل مثل عصر شاتوبريان ومثل عصر أبي العلاء المعري.
مكانه في الأدب - كان شاتوبريان طاتباً ضليعاً ومن أكبر الفرنسيين بسطة في الأدب وهو في ربيئة كتاب العالم وأكبر قواد النهضة الروانتية المعروفة في الأدب الفرنسي والتي كان من فرسانها بعد أن مهد لهم السبيل شاتوبريان بما بثه من الروح الجديد هيجو ولإمارتين وغيرهما ومن أهم مزاياه الافتتان في وصف مناظر الطبيعة والتغني بجمالها وهو كاتب يهز النفس قال عنه جوبير إن كانت كتابات برنارد دي سنت بيير مثل صوء القمر فإن كتابات شاتوبريان مثل ضوء الشمس.
آراء النقاد فيه وفي القصة - يعرف أكثر النقاد قيمة شاتوبريان ويكاد يقع إجماعهم على أن قصة رينيه هي أبدع كتاباته ونجتزئ هنا بآراء ثلاثة من أكبر نقاد الدنيا.
رأى هنري فردريك أميل - إن شاتوبريان بدون أن يعرف أو يقصد أخرج للناس واضحة عن نفسه في رينيه لأن رينيه هو شاتوبريان وهذه الصورة الصغيرة هي من كل الوجوه سفر خالد كامل وقد لا تشعر الأجيال القادمة يحب لرينيه ولكنه سيبقى خالداً كأبي الهول يفسره كل عصره تفسيراً خاصاُ - وكذلك كل شيء جليل.
رأي سنت بيف - بين الصور والتماثيل المختلفة التي حاول شاتوبريان أن يبرزها ويعرضها على أنظارنا قد وفق في إخراج صورة واحدة خيالية لنفسه ترى فيها محاسنه