الأسبوع الأول حتى يظهر في شكل نصف دائرة قطرها في اتجاه مضاد للغرب. ثم يستمر في الازدياد حتى يصير في نهاية الأسبوع الثاني قرصاً كامل الاستدارة يظهر عند غروب الشمس ويأفل عند شروقها. . ثم ينقص شيئاً فشيئاً حتى يعود كما بدا (كالعرجون القديم) ثم يختفي بعد ذلك ليلتين أو ثلاثاً يظهر بعدهن الهلال الجديد ليدور نفس الدورة مرة أخرى.

وتعرف هذه الأشكال المختلفة بأوجه القمر وبواسطتها وبواسطة المدة التي تتم فيها - وهي الشهر القمري - وباختلاف الحالة الجوية التي مر ذكرها منذ هنيهة - التي تعرف بالفصول - بواسطة هذه الأشياء استطاع الناي في تلكم الأزمان الغابرة أن يقسموا أوقاتهم، وينظموا أعمالهم ويعينوا مواعيد اجتماعاتهم وغزواتهم ومواقيت زرعهم وحصادهم. وتسنى لرعاتهم أن يعلموا مواطن العشب والكلأ ويعرفوا متى يقيمون ومتى يظعنون.

أما الكواكب فإنهم ألفوها منتشرة في الفضاء أنى نظروا وحيثما ولوا وجوههم فلما راقبوها أثناء الليل رأوا أنها تتحرك حركة بطيئة مع حفظ مراكزها بالنسبة لبعضها تماماً حتى ليخيل للرائي أنها مثبتة على ظهر كرة هائلة تدور بها عل نقطة ارتكاز ثابتة. وتسمى هذه الكرة الوهمية (الكرة السماوية) كما أن النقطة الثابتة تدعى (القطب) وتجلى لهم أن النجوم التي على مقربة من ذلك المرتكز الخيالي لا تغيب عن الأبصار مطلقاً بل تتحرك في دوائر كاملة لا تتجاوز الأفق مهما اتسعت. . أما باقي أجزاء من دوائر قد خفي عنا باقيها. . وأن منها ما يبزغ في وقت معين في السنة ثم يحتجب، كما أن منها ما يظهر في ليالي الشتاء فقط وأخريات في ليالي الصيف.

ولما كانت النجوم جماً عديدها، متشابهة أشكالها، متقاربة أحجامها لم يك ثمة طريقة لتعيين إحداها إلا بمراعاة مركزها بالنسبة إلى النجوم الأخرى، لذلك قام الفلكيون منذ نيف وأربعة آلاف سنة فقسموها إلى مجموعات أطلقوا عليها أسماء ما تشابهه ولو بعض الشبه - من الأشياء المعروفة لديهم. . . فالدب الأكبر مثلاً يطلق على السبع النجوم الظاهرة الترتيب في السماء المعروفة باسم بنات نعش ولو أن الشبه بين ترتيب نجوم هذه المجموعة وبين الدب بعيد ضعيف لا يكاد يذكر.

وقد اختبرت اثنتا عشرة مجموعة هي على شكل دائرة في السماء لتدل على موضع الشمس في أي شهر من شهور السنة، وأسموها الأبراج وهي: العقرب، والقوس، والجدين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015