يعيش سقيماً طول حياته ويشيخ منم غير أوان ويدركه الهرم وهو في سن الشباب.

تعدد الأزواج

في وسط هذه الفوضى التي تكاد تكون مطلقة لا يخلو الأمر من أن يستأثر بعض الرجال ببعض النساء ويمنعوهن عن غيرهم ولو بالقوة أو يقصر رجل نفسه على امرأة مخصوصة أو على بضع نساء وبعبارة أخرى كانت جميع أنوا الزواج من تعدد الأزواج والزوجات والاقتصار على زوجة واحدة موجودة ولكن بلا نظام يحول دون التنقل من نوع إلى آخر والتعرض إلى نساء الغير إذا كان هذا الغير ضعيفاً. ولأسباب مخصوصة يضيق المقام عن تبيانها لتشعبها واختلافها بين قبيلة وأخرى يغلب أحد هذه الأنواع على الأنواع الأخرى ففي المناطق الجليدية من الصين حيث الغذاء قليل والطبيعة قاسية تتزوج المرأة بعدة رجال ليتعاونوا جميعاً على العناية بالطفل والاهتمام به وذلك أن رجلاً واحداً غير قادر على القيام بشؤون الطفل بل لذلك لا بد من تآزر رجال عديدين وإلا هلك الطفل وصغر الهيئات الاجتماعية وتشتتها في طلب الرزق أسباب تدعو إلى الزواج بامرأة واحدة وإلى إحكام رابطة الزواج واستمرارها مدى الحياة فالبشمن يبيحون تعدد الزوجات ولكن قل من يتزوج بأكثر من امرأة. ولا يوجد تعدد الزوجات إلا حيث يزيد عدد النساء على عدد الرجال زيادة عظيمة بسبب حرب طاحنة أودت بحياة كثيرين من الذكور أو لأن المواليد الإناث أكثر من المواليد الذكور لأسباب طبيعية غير اعتيادية إذ المعتاد أن الذكور والإناث متقاربون دائماً في نسبة المواليد إلا إذا طرأت ظروف أخلت بهذا التوازن.

إن تعدد الأزواج آخذ في الاضمحلال وذلك لأن الجماعات التي تتبعه تكون حتماً قليلة النسل ضئيلة العدد لا تطيق الدفاع عن نفسها ولا تقوى على مناهضة أخصامها خصوصاً وأن روابط القرابة واهية ضعيفة لضياع الأنساب والجهل بالأسلاف لا يعرف الإنسان جده ولا أباه ولا تمت الأفراد بعضها إلى بعض بحبل القرابة إلا من جهة الأم فقط وقرابة الأم قصيرة المدى لا تمتد إلا إلى جيل أو جيلين على الأكثر ثم تنقطع وتصبح الأقارب أجانب ولا ينتصرون لبعضهم ولا بشد أحدهم إزر الآخر ويتنافس الأزواج فيما بينهم ويتنازعون الرئاسة وهو معروف بين القبائل التي تعيش في الداخل من جزيرة سيلان حيث يجوز للمرأة الغنية أن تتخذ من الأزواج بقدر ما تريد وبين قبائل الأسكيمو حيث يجوز للمرأة أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015