المتسخطون إنما يغضبون ويلعنون ذنوباً لا يعرفونها ولم يذوقوا لها طعماً، لكي تتفشى في العالم ذنوبهم التي يجنحون إليها ويميلون، بعض الناس يشربون كثيراً، وفريقاً آخر يأكلون كثيراً، وهؤلاء نفراً من الآخرين، وألوف من الأطباء يثولون أن الين يموتون من كثرة الأكل أكثر من أولئك الذين يقضون نحبهم من كثرة الشرب، وقد قال سدني سميث إذ كان في السبعين من عمره أنه أكل وشرب أكثر مما يلزمه، وأن حجم شرابه وطعامه في ذلك العمر الطويل كان يستلزم أربعين مركبة - ذات أربعة جياد مطهمة - ومع ذلك كان بعد أن حطم تلك السن المتقدمة قوياً نشيطاً إلى النهاية، وكان كثيرون غيره في المائة ويشربون في كل يوم زجاجة من النبيذ، وهذا رأيي ولبك أن تستنبط منه ما تريد.

رأي مستر ميار

وبسط المستر ميار رأيه - وهو من رجال الدين - فقال بفائدة إبطال الشراب وإليك ما كتب:

لا أتردد هينهة واحدة في القول بأن منع شاربي الخمر إثني عشر شهراً بعد الحرب منعاً باتاً مطلقاً سيكون ولا ريب أنجع الأدوية، وأنفع وسائل الإصلاح التي يستطيع الذهن أن يبتكرها، فلو أننا فعلنا ذلك لامتلأت خزائننا من المال بما لا تستطيعه القروض واليانصيبات، ويكون الوسيلة الحسنى لإبادة الفساد والنتائج الطبيعية والعواقب البدنية التي تحدثها الخمرة، وبذلك نستطيع أن نوفر كثيراً مما يذهب من طفولتنا من الوفيات، والمراض، وما يحصدهم من جراء الإدمان على الخمر حصداً، وليس الأمر قاصراً على هذه النتائج، بل ثمت نتائج أخرى، وفوائد جلى، لو أن في استطاعة الساسة والحكام أن ينفذوا هذا القانون في بلاد لا زال الرأي فيها مقسماً والناس مختلفين خواطر وأذهاناً، على أن كثيرين من قواد الأمم، وعظماء الممالك يرون الأرض الجميلة الطاهرة فيما وراء البحار ولكنهم لا يستطيعون إليها وصولاً، لأن مزارها قريب ولكن دون ذلك أهوال.

فتوى سميتر

وهي الموسيقية الذائعة الذكر

ومن بين السيدات المشهورات اللائي صدعن بآرائهن في مسألة الشراب الدكتورة إيتل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015