تجري في أساليب عيش الناس.

إن موت رجل نافع مثل الفقيد خسارة كبرى ولا سيما إذا كان رجلاً عدلاً لأن الناس يأبون إلا أن يكونوا فيما بينهم ظالمين ومظلومين، فلا جرم أن يكون عالم القضاء حاداً على الفقيد وعالم الناس في مأتم على قاضيهم، بيد أن ما يجعل العزاء قريباً إلى النفس ويجعل صبر المحزونين أن لا يزال من آل جلال رجل من طراز الفقيد، رجل كله كذلك فضل وتقى ونزاهة وعلم وإباء، رجل يستطيع أن يقول لنا ها أنا ذا أخي بينكم! -: ونعني به الرجل الطيب القلب الكريم المحتد على بك جلال شقيق فقيدنا والقاضي بالمحكمة المختلطة اليوم - فإذا كان الميت قد مات فليحي الحي، وليعش عيشاً طويلاً هنيئاً رغداً.

ولو كنا الآن في سبيل تعداد مآثر جلال باشا لجئنا بموسوعات عنه ولاستطردنا طويلاً في تعداد مناقبه ولكنا نترك ذلك الآن مرتقبين الكتاب الممتع الذي سيخرج عن قريب بفضل رجل أديب مهذب من مريدي الفقيد وهو حضرة صاحب العزة محمد توفيق أبو طالب بك باشكاتب محكمة مصر الأهلية الابتدائية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015