الكوخ يوم الموقعة، وجد الجرحى قد تركهم رفقاؤهم، ولكنه لم ير معهم هذه الممرضة التي يقال عنها أنها كانت تحمل شارة الصليب الأحمر فوق كتفها، ولم يكن بالكوخ من الأحياء غير سيدة شابة إنكليزية في معطف أسود من معاطف السفر كانت قد أوقفت في الطريق، وقد أعانها على السفر إلى إنجلترة مكاتب حربي لصحيفة من الصحائف الإنكليزية.

قالت اللادي جانيت إنه يعني بذلك جريس.

وأردف هوراس وكنت أنا هذا المكاتب!.

قال جوليان. مهلاً. مهلاً. بضع كلمات فقط تفهمان الغرض الذي أرمي إليه في تلاوة هذه الرسالة.

وانطلق يقرأ فلم أشأ أن أذهب إلى المستشفى بنفسي بل اكتفيت بإبلاغ نتيجة بحثي في كتاب صغير، ومضت مدة ولم أسمع عن المريضة شيئاً ولم يكن إلا أمس فقط أن طلب إلي أن أعودها، وكانت قد تماثلت للعافية وأوشكت أن تخرج من المستشفى، وقد صرحت برغبتها في العودة إلى إنجلترة فرأى الرئيس أن الواجب عليه أن يستدعيني قبل خروجها فلما شهدتها للمرة الثانية، ألفيتها هادئة السرب متمالكة القوى، فلم تكذبني اعتقادها في أن عجزي عن إيجاد الممرضة لم يكن إلا من إهمال شأنها. فلم يسعني إلا أن أسألها إذا كان لديها من المال ما يكفل نفقات سفرها فعلمت منها أن قسيس المستشفى كان قد نشر خبر مصابها في المدينة وأنه قد اجتمع لها من اكتتابات القوم شيء من المال يستطيع أن يمكنها من العودة إلى بلدها. فسألتها عن أصدقائها فأجابت إن لي صديقة واحدة فقط، ولكنها تعدل ألف صديقة. هي اللادي جانيت روي، وأنا أترك لك أن تتصور مقدار دهشتي عندما سمعت ذلك منها، فلم أشأ أن أعود إلى زيادة الأسئلة على ذلك، مخافة أن تغضب وتعود إلى اضطرابها وحنقها وتعللت أنني أستطيع أن أدفع بهذه السيدة المسكينة إلى كنفك وعونك عند وصولها لندن، بأن أكتب لها رسالة إليك. وأنت ستسمع منها خبرها ولعلك ستستطيع أكثر مني أن تتحقق بنفسك عما كانت لها باللادي جانيت آصرة أو علاقة. وجملة القول لم يبق لي إلا كلمة واحدة فأختم هذا الخطاب المستطيل فلعلك تذكر أنني منذ هنيهة كتبت أقول لك أنني في حديثي الأول معها تحاشيت من أن أبعد في سؤالها عن اسمها ولكني في هذه المرة أجمعت على إلقاء هذا السؤال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015