لم أسمع به من قبل. وأخشى أن أنساه. . . . أيه يا عزيزي جوليان. لتستطرد في القراءة!

فمصى جوليان في تلاوته فاضطررت في هذه الحالة أن أنتظر حتى أسمع من المستشفى خبر شفائها لكي أتمكن من الكلام معها، ومضت أسابيع ولم أتلق خبراً عنها من الأطباء وقد قيل لي عند عيادتي إياها أن الحمى قد انتابتها وأنها الآن بين الاضمحلال والهذيان، وقد اعتادت في نوبات هذيانها أن تذكر اسم خالتيك اللادي جانيت روي وتردد أشياء كثيرة وكلمات لا يعرف الأطباء عنها طرفاً، وقد فكرت قبل الآن في الكتابة إليك والالتماس منك أن تنبئ اللادي جانيت ولكني رأيت من شك الأطباء في حياتها أن أنتظر حكم الزمن في أمرها قبل أن أزعجك به

قالت اللادي. ولكني أعترف لك بأنني لا أرى إلى الآن ما شأني بهذه القصة

فأردف هوراس قائلاً وهذا ما كنت أريد أن أقوله قبلك. نعم إن القصة محزنة ولا ريب، ولكن ما دخلنا نحن؟

فأجاب جوليان إذن فلا أقرأ الشذرة الثالثة من الرسالة فيكون فيها فصل الخطاب

وعاد إلى تلاوة الرسالة فقال وأخيراً تلقيت رسالة من المستشفى تنبئني أن مرسى مريك قد نجت من الخطر وإنها تستطيع وإن كانت لا تزال ضعيفة أن تجيب عن أي سؤال أحب أن أسألها، فلما بلغت المستشفى طلب إلي أولاً أن أزور رئيس الأطباء في حجرته. فلما التقينا انطلق الرجل يقول إني أرى من واجبي أن أنبهك قبل أن يدخل بك على المريضة أن تكون شديد الحذر في حديثك معها فلا تهتاج روحها بإبداء علائم الدهشة أو الشك في كلماتها إذا هي أسرفت معك في القول. نحن هنا مختلفو الآراء في أمرها متنازعو التقارير والملاحظات ففريق منا وأنا منهم يشكون في أن ذهنها قد أبل مع إبلال جثمانها، ونحن مع ذلك لا نستطيع أن نقرر جنونها فهي لا تزال رقيقة هادئة لا أذاة تحدث ولا خطر ترتكب، ولكنا بعد ذلك نذهب إلى الظن بأنها تحت تأثير وهم شديد مسيطر على ذهنها، تذكر يا سيدي التحذير الذي حذرتكه منذ هنيهة. والآن اذهب لترى بنفسك.

فأطعت وأنا في شيء من الحيرة والإرتباك، فلما دنوت من السرير، رأيت المريضة تلوح ناحلة ذابلة ولكني شهدتها مستجمعة قواها، ثائبة الرشد، وكان صوتها وهيئتها وحديثها تنم عن أنها سيدة مؤدبة، فلما انتهيت من تعريفها بنفسي أكدت لها رغبتي في مساعدتها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015