جزأه العملي هو سهل التناول على المرأة والرجل على حد سواء. فهن لهذا يتهافتن على الإشتغال بالتصوير. ومع ذلك فلست ترى لأنثى قط صورة مشهورة يصح مقارنتها بثمرات أنامل كبار الفن من الرجال. وذلك لتجردهن من الملكة التصويرية التي هي أس النجاح في ذلك الفن وإنما أقوى الملكات فيهن هي الملكة الوجدانية أي المنصرفة إلى ذاتية الإنسان ومتعلقاتها - وليس إلى تأمل الأشياء الخارجة عنه وتصورها (وهي ما قد سميناه بالملكة التصويرية). ولذا فالمرأة العادية لا إدراك عندها قط لمعاني هذا الفن (التصوير). وقد قال هويارتي في كتابه الذي لم يزل مشهوراً منذ ثلاثمائة عام أن النساء مجردات من الكفاءات العليا. على أن لكل قاعدة شواذ. ولكن النادر لا حكم له. فلا جرم إذا قلنا أن النساء بوجه الجمال ما زلن ولم يزلن سوقيات الأذواق (نسبة إلى السوقة وهم العامة) سخيفات الآراء ولذا لم يزل منهن محرضات لأزواجهن على كل خطة دنيئة وغاية سافلة. وكونهن سوقيات وسخيفات مع مالهن من السلطة والنفوذ في المجتمع هو سبب انحطاط المجتمع في هذا العصر الدنيء وفساده وما أصدق ما قاله شامفورت حيث قال إنما وظيفتهن العبث بحماقتنا وسفاهتنا وليس بعقولنا وأذهاننا فلا جدال في أنهن الجنس المؤخر. والذكور هم الجنس المقدم. فأقصى حقهن علينا هو أن نرمقهن بعين الصفح والتجاوز عن ذلاتهن. فأما إجلالهن واحترامهن فهذا بله منا وسخف وسفاهة لا ثمرة منه إلا أن يحقرنا في نظرهن والرجل مقدم على المرأة وهو أعظم شأناً منها وأرجح وزناً. وقد أحسن الشرقيون والقدماء في تفضيلهم الرجال على المرأة. لله درهم إنهم أنفذ بصيرة وأصح رأياً. وقبحنا الله إذ نقتدي بقدماء الفرنسيس في تقديسنا المرأة اتباعاً لمذهب الفروسية. . أسوأ العصور الوسطى وأسود بصماتها. وهل كان لهذا المذهب الفاسد - مذهب تقديس المرأة - من فائدة سوى أنه ملأ علينا ذلك المخلوق الضعيف خيلاء وغطرسة وطغياناً وعتواً. حتى صرنا يشبهن آلهة الهنود القردة المقدسة التي لشعورها بمنزاتها السامية عند عبادها قد أصبحت تظن أنها قادرة أن تفعل ما تشاء كما تشاء.
أما مركز المرأة أعني السيدة في أوروبا مركز كاذب لأنها لا تصلح - وهذا رأي القدماء وما أصحه - لما أصبحنا نخصها به من آيات التشريف والتقديس حتى عادت تشمخ على الرجل أنفاً وتقعد فوقه وتقدمه إلى صدور الحفلات والمجالس وتنافسه في حقوقه