الطريق أسفل من عسفان ثم سلك بهما على أسفل أمج ثم استجاز بهما حتى عارض بهما الطريق بعد أن أجاز قُديداً ثم أجاز بهما من مكانه ذلك فسلك بهما الخرار ثم سلك بها ثنية المرة ثم سلك بهما لقفاً ثم أجاز بهما مدلجة لقف ثم استبطن بهما مدلجة محاج ثم سلك بهما مرجح مجاج ثم تبطن بهما مرجح ذي العضوين ثم بطن ذي كشر ثم أخذ بهما على الجداجد ثم على الأجرد ثم ذا سلم من بطن أعداثم مدلجة تعهن ثم على العبابيد ثم أجاز بهما القاحة وقيل الفاجة ثم هبط بهما العرج وهي من منازل الجادة بين مكة والمدينة ثم سلك بهما من العرج إلى ثنية العائر عن يمين ركوبة حتى هبط بهما بطن رئم ثم قدم بهما قُباء على بني عمرو بن عوف وذلك حين اشتد الضحاء وكادت الشمس تعتدل يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول كما أسلفنا.
تتمة الحديث
قال ابن اسحق حدث رجال من الأنصار قالوا لما سمعنا بمخرج رسول الله من مكة وتوكفنا قدومه كنا نخرج إذا صلينا الصبح إلى ظاهر حرتنا ننتظر رسول الله فو الله ما نبرح حتى تغلبنا الشمس على الظلال فإذا لم نجد ظلاً دخلنا وذلك في أيام حارة حتى إذا كان اليوم الذي قدم رسول الله جلسنا كما كنا نجلس حتى إذا لم يبق ظل دخلنا بيوتنا وقدم رسول الله حين دخلنا البيوت فكان أول من رآه رجل من اليهود وقد رأى ما كنا نصنع وأنا ننتظر قدوم رسول الله علينا فصرخ بأعلى صوته يا بني قيلة هذا جدكم قد جاء فخرجنا إلى رسول الله وهو في ظل نخلة ومعه أبو بكر في مثل سنه وأكثرنا لم يكن رأى رسول قبل ذلك وركبه الناس وما يعرفونه من أبي بكر حتى زال الظل عن رسول الله فقام أبو بكر فأظله بردائه فعرفناه عند ذلك - قال ابن اسحق فنزل رسول الله على كلثوم بن هدم أخي بني عمرو بن عوف ويقال بل نزل على سعد بن خيثمة ونزل أبو بكر على خبيب ابن اساف أحد بني الحرث بن الخزرج بالسنح - قال ابن اسحق وأقام عليّ ابن أبي طالب بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى ادي عن رسول الله الودائع التي كانت عنده للناس حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله فنزل معه على كلثوم ابن هدم فكان عليّ بن أبي طالب إنما كانت إقامته بقباء ليلة أو اثنتين: يقول كانت بقباء امرأة لا زوج لها مسلمة قرأيت إنساناً يأتيها من جوف الليل فيضرب عليها بابها فتخرج إليه فيعطيها شيئاً معه فتأخذه فاستربت