حيث النور لا يزال من ضروب الألوان يلبس رداء وينصل من رداء. ويمزج ياقوتةً حمراء. بلا زوردةٍ زرقاء. والشعاع يطرح على الدنيا كل لون ناصع لماع. كالرشقاء تفرش الأرض من ثوبها المخلوع بصبغ أنواع. والحباحب تتداول من ألوانه التي يخلعها على الروض المجاور أطياف لماحة سراع وكان زعيمهم آريل يتبوأ قمة الدقل فاستقبل الشمس بجناحيه الزرقاوين ثم افتتح القول:

أيها الملائكة والجنة والعفاريت والأبالسة أعيروني أنا زعيمكم وقريعكم آذاناً صاغية. وأفئدة واعية. كلكم يعرف ما قد أسند إلى كل طائفة منكم من الأعمال والوظائف فجماعة يمرحن في نسائم الأسحار. ويصلين جمرة النهار وفئة تهدي جحافل النجوم الزاهرة. وكتائب الكواكب الباهرة. وطائفة أكشف جوهراً. وأغلظ عنصراً. ترشف النطف من الدجنة المستهلة أو تغمس أطراف القوادم في الخضلة أو تنشئ الرواعد القاصفة أو تمسح حوالب المزنة الواكفة. وطائفة تحرس الإنسان في عالمه الأرضي وترعاه. وتمهد السبيلة وتسدد خطاه. ورؤوس هذه الطائفة وزعمائها تدبر شؤون الأقاليم والأمصار. وتحوط سدود المملكة في البر والبحار.

أما نحن فإن لنا عملاً أدنى قيمة من ذلك وهو صيانة الملاح، وقاية الوجوه الصباح في الأمساء والأصباح. فنحن نقي مسحوق الطلاء. أن تطير الريح الهوجاء عن الخد الأسيل والعارض الصقيل. والأنف. الذي كأنه خد السيف. ونحن نحفظ الغاية أن تزول عن الغانية ونحن نستعير حلك الليلة الظلماء، لنزيد به كحل اللواحظ الوطفاء. ولمع السراب. لمنضودة الثغور العذاب. وحلاوة الشهد المشتار. لطلاوة اللفظ المختار. وحمرة الورود. لصبغة الخجل في الخدود واهتزاز الغصن الميال. لخطرات التيه والدلال. بل ربما أوحينا إلى المليحة في المنام. استبدال قلادة بقلادة أو حزام بحزام.

وبعد فاعلموا أيها الجن والعفاريت والملائكة إن أشأم الفال يهدد اليوم بيلندا نخبة الخرد. الغيد. وصفوة البيض الرعاديد. لست أعلم ما كنهه وما حقيقته. بل كل ما أعلم أنه خطب سينالها اليوم بطشه أو خديعته. فلا ندري أذلك الخطب هو أن الغادة ستهتك اليوم ستر العفاف. أم ستكسر كوبة أو تخدش صفحة من الصحاف. بل لا ندري أهو أنها ستلوث الشرف الوضاح. أم المنطقة والوشاح وهل تفوتها الصلات في المحراب. أو موعد في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015