رضى وانطلق يقول ناظراً إلى السرير من وراء منظاريه الآن لشد ما أنا سعيد مسرور يا سيدتي الإنكليزية العزيزة. لكان أهون على أن أخرج عن أموالي كلها من أن أحرم من لقائك. أيها الجراح السخيف لقد سميته موتاً لجهلك وضعف بصرك. وأسميه أنا تغيباً مؤقتاً عن الحياة من تأثير الضغط الحادث فوق الرأس. وظهر ماكس يجمل الجعبة.

فأخرج الشيخ منها سلاحين مخيفين فضمهما ضمة حارة إلى صدره وجعل يخاطبها في رفق بهذه الكلمات كأنما كان حقاً يخاطب صبيين صغيرين يا طفليَّ العزيزين. يا ولديَّ الصغيرين. هيا بنا نشتغل إلى العمل يا طفليَّ الجميلين والتفت إلى مساعده فقال أتذكر يا ماكس واقعة سالفرينو والجندي النمسوي الذي قمت له بعملية جراحية من أثر جرح في رأسه. ففتح المساعد جفنه المغمض وأجاب نعم أذكر ذلك ولا أنساه.

فمشى الأستاذ الجراح إلى السرير والخادم في أثره بالمصباح قال السيد والآن أنظر يا ماكس إلى هذه السيدة الشابة العزيزة النائمة فوق هذا السرير فإنها قد كفلت لي اليوم ما كنت أطلب هذه حادثة سالفرينو مرة أخرى. فارفع المصباح جيداً يا فتاي الأمين وقف هنا وأنظر إليَّ وانتبه أني سأرى إذا كنت مستطيعاً أن أنقذ الحياة والعقل معاً في هذه المرة!. .

وعند ذلك شمر عن ساعديه وبدأ علمه، وفي تلك اللحظة التي مس فيها سلاحاه رأس الفتاة سمع صوت الحارس يصرخ بالألمانية بهذه الكلمات التي أجازت لمرسى أن تخطو الخطوة الأولى في طريق السفر إلى انجلترة.

وهي دع السيدة الإنكليزية تمر.

وابتدأت العملية الجراحية، وانطلق في أثر ذلك الصوت صوت مثله ولكن كان خافتاً ضعيفاً دع السيدة الإنكليزية تمر.

وهنا رفع يده ليسود السكوت ثم انحنى فوضع أذنه عند فم العليلة. وفي الحال بدأت شفتا جريس تتحركان.

فصاح الشيخ وى! يا فتاة. أنت تتنفسين. أنت على قيد الحياة!

وبينما هو يقول هذه الكلمات كان صوت الحارس يكاد يسمع وهو في أبعد حدود الخطوط الألمانية يقول - دع السيدة الإنكليزية تمر! (انتهى الجزء الأول)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015