طبعت على نما في غير مخير ... هواي ولو خيرت كنت المهذبا

أريد فلا أعطي وأعطي فلم أرد ... وغيب عني أن أنال المغيبا

وأصرف عن قصدي وعلمي مبصر ... وأمسى وما أعقبت إلا التعجبا

وقال الجاحظ في البيان والتبيين. وكان بشار يدين بالرجعة ويكفر جميع الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم قال: وكان صديقاً لواصل بن عطاء الغزال قبل أن يظهر مذاهبه المكروهة فلما أظهرها هتف به واصل فقام بذكره وتكفيره وقعد فقال بشار يهجوه:

مالي أشايع غزالاً له عنق ... كنقنق الدو إن ولي وإن مثلا

عنق الزرافة ما بالي وبالكم ... تكفرون رجالاً أكفر وأرجلا

فلما تتابع على واصل ما يشهد بالحاده قال عند ذلك: أما لهذا الأعمى الملحد، أما لهذا المشنف المكنى بأبي معاذ من يقتله، أما والله لولا أن الغيلة سجية من سجايا الغالية لدست إليه من يبعج بطنه في جوف منزله على مضجعه أو في يوم حفلة ثم كان لا يتولى ذلك إلا عقيلي أو سدوسي - وكان واصل الثغ على الراء فكان يجتنبها في كلامه ألا ترى أنه عدل في هذه الكلمة من الضرير إلى الأعمى ومن الكافر إلى الملحد ومن المرعث إلى المشنف ومن بشار إلى أبي معاذ ومن الفراش إلى المضجع - قال السيد المرتضى وزاد قوم فقالوا ومن أرسلت إلى دست ومن يبقر إلى بيعج ومن داره إلى منزله ومن المغيرية إلى الغالية، والأول أشبه بأن يكون مقصوداً، وما ذكر ثانياً فقد يتفق استعماله من غير عدول عن استعمال الراء - وأنا أقول: وكذلك الأعمى والملحد قد يتفق استعمالها من غير عدول عن استعمال الراء، فأما قول واصل لا يتولى ذلك إلا عقيلي فلأن بشاراً كان مولى لهم كما علمت - وذكره بني سدوس لأن بشاراً كان ينزل فيهم، فأما بشار بالمرعث فقد قيل في ذلك ثلاثة أقوال أحدها أنه لقب بذلك لبيت قاله وهو:

قال ريم مرعث ... ساحر الطرف والنظر

لست والله نائلي ... قلت أو يغلب القدر

أنت إن رمت وصلنا ... فانج هل تدرك القمر

وقيل إنه كان لبؤشار ثوب له جيبان وارتان أي فتحتان أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله فكان إذا أراد لبسه يضمه عليه ضماً من غير أن يدخل رأسه فيه فشبه استرسال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015